رصدتُ جملةً من تصريحات الحكومة خلال الأيام الماضية، محملة بالوعود والكلام الحرنتيشي الذي لا يُحاسب عليه أحد.
كأن الحكومة مؤمنة، خاصة رئيسها، أن الكلام ليس عليه جمرك ولا ضرائب ولا جهات تحاسب على تنفيذه، فَلِمَ لا نضحك على الناس.
رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يقول: إن المواطن سيلمس مطلع عام 2020، أثَر الحُزم الاقتصادية التي أطلقتها الحكومة”..، وعد ليس بعيدا وأتمنى أن نجد مواطنا واحدا يرفع صوته فيقول: “صدق الرزاز..”
وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي يعلن خلال اجتماع نيابي عن “توجه الوزارة لحوسبة امتحان الثانوية”..لنحل أولا مشاكل الأخطاء في الأسئلة ثم نعتمد نظاما واحدا يصمد أكثر من عامين، وبعد ذلك نذهب إلى حوسبة امتحان التوجيهي.
وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة؛ الحالم دائما يقول: “إن الدولة، معنية بدعم وتطوير العمل الحزبي، وصولا إلى تيارات وائتلافات حزبية قوية، تمثل أطياف المجتمع كافة، عبر برامج تتيح الوصول للبرلمان والحكومات البرلمانية” أتمنى أن يكون المعايطة ذاته مقتنعًا تماما بهذا الخطاب لأن قناعة الجميع بأن عقل الدولة ضد تشكيل الأحزاب من الأساس.
أما وزير النقل خالد سيف، فيطمح إلى”تطوير 4 برامج للنقل في الأردن ، من بينها النقل المدرسي، لنقل الطلبة خاصة للمدارس الحكومية” وهذا الطُموح نسمعه منذ سنوات.
أما وزير الشباب الدكتور فارس البريزات فوعده لن يحاسبه عليه أحد فهو يعلن “أن الوزارة لن تدخر جهدا في دعم المبادرات الشبابية الفاعلة”. وكان سلفه ابو رمان قد حاول كثيرا لكن لم يمنحه التعديل الوزاري فرصة التنفيذ.
وزير الثقافة باسم الطويسي المعجب كثيرا بالرزاز عاد ليكرر تصريحات الرئيس قائلا: “لا نهضة من دون ثقافة وأن الرزاز يدعم بشكل أساسي استعادة الثقافة لدورها في الحياة العامة” عند النهضة وعند الثقافة فليتوقف المتوقفون، كلام مدحبر تكشف الحالة الثقافية والنهضوية للحكومة مدى تحقيقه.
زميلنا وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أمجد العضايلة، يرفع مستوى الوعود فيقول: “إن جميع الهيئات والمؤسسات المستقلة قابلة للتقويم، ولا يوجد شيء اسمه خط أحمر أو ممنوع اللمس”، أمعقول أن الهيئات المستقلة جميعها قابلة للتقويم ولا شيء اسمه خط أحمر.
وزير الصحة الدكتور سعد جابر، يكرر تصريحات نسمع عنها منذ سنوات معلنًا: “عن 4 حزم جديدة تدخل ضمن نظام التأمين الصحي الشامل” وفيلم التأمين الصحي الشامل يعرف تعقيداته الوزير جابر أكثر من غيره.
أما وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور طارق الحموري فقحمته كبيرة ليعلن: “حرص الحكومة زيادة تدفق الصادرات الوطنية إلى الأسواق الأوروبية”.. يا رجل نصل العراق وتركيًا أولا.
وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي صاحبة التصريحات الساخنة دائما تبشرنا “بأن الحكومة ستضع سقوفا سعرية للمشتقات النفطية خلال النصف الثاني من العام المقبل” والله إذا أحد فاهم السقوف السعرية للمشتقات النفطية فيهمها للوزيرة جزاه الله خيرا.
وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة تقول: “إن الحكومة باشرت بحزمة جديدة من الإجراءات تهدف لزيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة بهدف العلاج”. لتعترف الحكومات أولا أنها دمرت السياحة العلاجية والتعليمية وبعد ذلك تتحدث عن الحزم، ما أشطرهم في سولافة الحزم.
أما الفيلم المكرر مئات المرات ما قاله وزير المالية، محمد العسعس: “إن الأردن يسعى إلى تحقيق نمو اقتصادي من أجل خلق وظائف وتحسين الخدمات” يا رجل بكفي تفليم، في الأقل دبروا فوائد الديون , وإرفعوا أيديكم عن أموال الضمان وبعد ذلك قولوا ما تشاؤون.
هل نكمل على باقي الوزراء، أم ندفن رؤوسنا ونقول…
الدايم الله….