«كورونا» والعودة إلى الكهوف
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

«كورونا» والعودة إلى {الكهوف}!

المغرب اليوم -

«كورونا» والعودة إلى الكهوف

بقلم -راجح الخوري

في أقلّ من شهرين بدا الإنسان وكوكب الأرض أوهى من خيوط العنكبوت، لكنه عنكبوت خفي مجهول لا يُرى بالعين المجردة. إنه جائحة «كورونا» التي يبدو أنها ستغيّر، في المستقبل، كثيراً من قواعد العلاقات، سواء بين الدول والبشر، وبين البشرية والطبيعة!

الأعداد ليست شيئاً مرعباً حتى الآن قياساً بتاريخ طويل من الأوبئة، التي سبق أن قتلت من البشر أكثر مما قتلت الحروب، حتى كتابة هذه السطور. إن عدّاد «منظمة الصحة العالمية» يؤشر إلى 250 ألف إصابة، وإلى أكثر من عشرة آلاف حالة وفاة، وإلى تسعة آلاف نجاة، لكننا في عالم مختلف من حيث تقدُّم العلوم والحضارة؛ لسنا في عام 430 قبل الميلاد، عندما قتل «طاعون أثينا» نحو مائة ألف شخص، ولا في زمن «الطاعون الأسود» عام 1350، عندما قتل ما سُمي «الموت العظيم» ثلث سكان القارة الأوروبية، وانتقل إلى آسيا والشرق الأدنى، ولا في زمن الإنفلونزا الإسبانية (H1N1) بعد الحرب العالمية، التي أصابت 500 مليون شخص، وقتلت ما بين 50 و100 مليون شخص، وهو ضعف عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى.

قبل شهرين كانت وكالة «ناسا» تفاخر بأنها اكتشفت ما يشير إلى وجود مياه في المريخ، ما يعني ضمناً الطموح للوصول مستقبلاً إلى المريخ وتخريبه بعدما خرّبنا كوكب الأرض، ونحن قبل خمسين عاماً أرسلنا نيل أرمسترونغ ليهبط على القمر، حيت كان الصينيون يستعدون لرحلة مماثلة، قبل أن تقول الأرض لهم ولنا جميعاً قبل شهرين: مهلاً، التحدي الآن إيجاد علاج لوباء لا يُرى بالعين المجردة يُدعى «كورونا».

والغريب أن تكون الكلمة مشتقة من «كورون»، أي التاج!

مجرد وباء صغير أوقف كل شيء؛ وضع كمامة على وجه الكرة الأرضية، أقفل الحدود بين دول العالم، لم يسبق لأي حرب عالمية أن فعلت ذلك، أوقف مطارات العالم، وفق «غوغل»، منع ما يقرب من نصف مليون راكب يومياً من التحرّك، وبعدما وضع خمسين مليوناً في العزل الصحي في يوهان الصينية، ها هو يرسل كل العالم إلى الحجر الصحي تقريباً. كنا نقول مفاخرة إننا بالعلم جعلنا العالم في حجم غرفة صغيرة، لا سيدي، ها هو وباء مجهول صغير يغزو الأرض ويضع كل الناس في العزل، ما الفرق بين العزل في البيت أو في الغرفة، والكهوف التي عاش فيها جدودنا رعباً من الوحوش. إن هذا الوحش الصغير، «كورونا»، يمكن أن يتسلَّل إلى داخل كل منا، وأن يكمن فيه كقنبلة موقوتة يمكنها تعميم الموت؟
صنّف مدير منظمة «الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يوم الأربعاء الماضي، فيروس «كورونا» بأنه «عدو للبشرية»، لكنه يمنح أيضاً فرصة غير مسبوقة لكي نحتشد ضد عدوّ مشترك، عدو للبشرية، ولكن ملامح البشرية وبصماتها ليست تلك التي عرفتها الصين وميلانو تحديداً، فلقد رأيت كما رأى الجميع أفلاماً مروعة تماماً لأطباء صينيين وإيطاليين غارقين في دموعهم والأسى، لأنه كان عليهم في لحظات تفوق الاحتمال البشري، أن يلعبوا، وهم الأطباء، دور الجلاد واتخاذ قرارات الموت وحفاري القبور، عندما كان عليهم أن يقرروا مَن يُرسلون من المصابين الميؤوس منهم إلى حتفهم كي تتسع المستشفيات لمن يمكن أن ينجوا.

فعلاً... يا للهول! ولكأن هذه القرون الثلاثة من الحضارة تنهار مثل ركام أو رماد، كان المسعفون والأهل المفجوعون أحياناً ينتحبون أمام مداخل المستشفيات التي لم تعد تتسع للمصابين. إذن، يا لهذا الموت القاسي جداً على باب المستشفى. وكان الأطباء في يوهان، كما نقلت الأنباء، يضعون حفّاضات الأطفال تحت ثيابهم العازلة الثقيلة، لأنهم لا يملكون الوقت للذهاب إلى الحمامات!

ماذا نفعل في بلد بائس مثل لبنان مثلاً، الذي يرزح الآن تحت ديون ثقيلة نتيجة النهب السياسي المتوحش، و«كورونا» يتطلب المال للحصول على الإسعافات؟! قرأت أمس أن ليس لدينا أكثر من 300 جهاز تنفُّس صناعي فقط، في مستشفيات تصرخ منذ عامين، والدولة لا تدفع ما عليها من متوجبات، لكن لبنان في احتفال البؤس الذي يلفّ العالم كله يبقى ضحية كغيره من الضحايا، إلى أن تصل إليه نخوة لله يا محسنين!
لم أشهد في حياتي نهراً بشرياً يتدفق على امتداد النظر، كالذي كنتُ أراه في الشارع الخامس من نيويورك في الخامسة مساء عند خروج الموظفين. أمس، حسبته نهراً ضخماً جفّت مياهه تماماً. هل شاهدتم فراغ شوارع بكين وساحات المدن الكبرى في العالم؟! أين ذهب الملايين؟! أين يختبئ المليارات من الذين ضاقت بهم الأرض كما قيل، وبتنا نحتاج إلى كوكب ونصف الكوكب ليتسع لجوعنا غير المحدود؟! ثلاثة قرون من التقدُّم والعلوم والحضارة والابتكارات والمهارات، ولكننا كمن يقف عاجزاً وضعيفاً في بداية طريق جديد. الطبيعة تغيّرت، والبشر يتغيّرون. تعالوا نتذكر الفراغ المدوّي في كل مكان، الملاعب ومدرجاتها وصراخها، السينما، المسارح، المصارف، المطاعم، محطات القطارات. تعالوا نتذكر أنه في المغاور لم يكن هناك سوى الحذر والأنانية. ولكننا اليوم حذرون أنانيون نمتنع عن المصافحة، عن العناق، وتبادل القبلات.

ماذا تفعل أيها «الكورونا» اللعين بنا؟! 850 مليون طالب يخسرون دروسهم، هذا يعني تراجعاً هائلاً في المستوى الثقافي البشري رغم التدريس عبر التلفزيون، يعني إضعاف الألفة والصداقات التي تنشأ بين الطلاب في صفوفهم، ويمكن أن يعني أن الأمهات والآباء صاروا صارمين، نتيجة الضغط في الحَجْر، وباتوا نزقين. ليس من المزاح الحديث عن أن الخوف والحجر زادا من نسبة طلاق الأزواج، فالجميع تقريباً في الضيق وعلى حافّة الانفجار، ففي مدينة داتشو بمقاطعة سيتشوان في الصين، كشف مدير سجلّ الزواج أن 300 طلبوا الطلاق بعد أسبوعين من الحجر المنزلي، وفي فوجيان الصينية يبلغ عدد طلبات الطلاق اليومية 14 طلباً!

حتى الآن الوباء وصل إلى 160 بلداً، لكن الجانب الاقتصادي يترنح مثل البشر تماماً. صحيفة «نيويورك تايمز» تقول إن تفشي «كورونا» يضع اقتصاد العالم أمام تحدٍّ حقيقي، والمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) يقول إن 50 مليون وظيفة ستتحول إلى البطالة، و«الاسكوا» تقول إن العالم العربي مهدد بخسارة 1.7 مليون وظيفة، وخسارة 42 مليار دولار!

الرئيس دونالد ترمب قال إن بلاده تعمل على لقاح تجريبي بدأ العمل به وتجربته على الإنسان في سياتل يوم الثلاثاء الماضي، وكشفت «نيويورك تايمز» عن اجتماع في البيت الأبيض ضمّ الرئيس دونالد ترمب ونائبه مايك بنس والرئيس التنفيذي لشركة «كيورفاك» الألمانية، دانييل مينيشيلا، التي تقول إنه يمكن تطوير لقاح محتمل في غضون أشهر.

لكن المثير هو السباق على الاستثمار في اللقاح، فقد كتبت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن ترمب يحاول أن يضع يده على المختبر الألماني «كيورفاك»، ويحاول اجتذاب علماء ألمان يعملون على مشروع اللقاح، وبينهم دانييل مينيتشيلا، التي يبدو أن ترمب تمكن من أن يجذبها لقاء عروض مغرية… ربما لنظل في عالم يقول: مصائب قوم عند قوم فوائد! وفي أي حال، هناك أكثر من 25 شركة تتسابق لاكتشاف لقاح ينزع الكمامة عن وجه الكرة الأرضية، التي غيّر «كورونا» فيها وفينا أشياء كثيرة جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» والعودة إلى الكهوف «كورونا» والعودة إلى الكهوف



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib