نظرة أخرى، اللوحة والصورة
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

نظرة أخرى، اللوحة والصورة

المغرب اليوم -

نظرة أخرى، اللوحة والصورة

بقلم - حسن البطل

 زتّ تيسير بركات حقيبته الجلدية إلى حافة الرصيف، ورمى إلى جانبها علّاقة مفاتيح ثم سألني: أهذه صورة فوتوغرافية أم لوحة فنية؟
استبدل بشار الحروب ألوان علمنا الأربعة، ومكان كل لون حشد فوارغ علب مشاريب، ولك أن تسأل نفسك: أهذه صورة فيسبوكية أم لوحة فنية؟
منذ بعض الوقت صرت أتسلّى وأملأ كادر «قصتي» على موبايلي بلقطات شتّى، فتتتالى إعجابات تفوق أحياناً ما تناله أعمدتي.
في نظرة عابرة لناس عابرين، تبدو سلال خشبية وضعتها البلدية على حواف أرصفة الشوارع مجرد أوعية تمتلئ بشتى أشكال وأنواع القمامة. في نظرة أخرى متملية قد أرى شكلها استعارة غير مكنية من شكل كأس مستديرة لزهرة اللوتس، سوى أن سلّة القمامة خشبية ومُضلّعة.
تمر على سلال القمامة في حفافي الشوارع، عربة يدفعها عامل يرتدي سويتر خفيف أصفر اللون، ويفرغ ما في السلال الملأى إلى عربته ذات البرميلين. إن كان إلى جانب سلال القمامة صندوق كبير من الكرتون، يقوم بتحميله إلى عربته الطافحة، بعد ثقب أسفله بقضيب مثبت بعربته من حديد التسليح الغليظ.
من حاويات السلال الصغيرة، إلى عربة كنّاس جمع القمامة، إلى حاوية كبيرة، تجمع خليط ما فيها وما يملأها بسيارات جمع القمامة إلى مكبّ كبير.
لستُ إلّا مصوّراً هاوياً لجماليات المباني القديمة في جوارها المتنافر مع تلك الحديثة.. لكن ماذا لو وجدت جمالاً معيناً في أشكال وألوان عربات عمال النظافة، واقترحت على هيئة تحرير جريدتي أن تملأ بها لقطات صفحة العدسة، ترى في أعمال الفنانين التشكيليين لوحات بألوان عدة، أضيفت إليها مواد مختلفة، ربما أرى ما يشبهها شكلاً من الألوان وحطام القمامة المختلف في عربات جمع القمامة.
البشاعة شكل مختلف للجمال، أو الجمال شكل آخر للبشاعة. ترى هذه المفارقة في لوحات الفنانين، كما تراها في «لوحات» عشوائية لعربات جمع القمامة، وصرت ترى الجمال والقبح معاً في لوحات فناني الشوارع العفويين منهم وحتى المحترفين، كحال رسّام الشوارع بانكسي.
للبعض الرومانسي أن يجد القبح والبشاعة في مجاورة بيت حجري قديم وواطئ بحديقته الفطرية، إلى جوار مبنى عالٍ من الألمونيوم والزجاج، وتوفر رام الله ـ التي تنمو على عجل ـ هذا التنافر في طرز البناء القديم والجديد.
كان مبنى «الأمباير ستيت» نموذج طراز «علب الكبريت» المعدنية الشاهقة، وحديثاً صارت للأبراج أشكال فنية تقارب كونها لوحة مخضوضرة كأنها حدائق معلّقة، أو تأخذ شكل آلة موسيقية كالغيتار مثلاً.
مع كاميرات التصوير الحديثة ضاقت فسحة التمييز بين لوحة الرسّام الشهير وصورة الكاميرا بلقطة بارعة من مصور محترف، خاصة في رسم أو تصوير «طبيعة صامتة»، من ضمة ورود وأزاهير. الرسّامون العظام الكلاسيكيون صاروا للمتاحف  ومزادات البيع باهظ السعر، وتجارة سوق المقتنيات الرائج.
صار الرسّامون الجدد يتلاعبون بصورة «الجيوكندا» و»العشاء الأخير»، وصار رسّامو الكاريكاتير يتلاعبون على هواهم بصورة الرسّامين الجدد.
أيضاً، لا علاقة للنحت الجديد بتمثال داود، ولا علاقة قرابة بين «برج بيزا» و»برج إيفل» سوى ربما في حجم عدد السوّاح، وإن بقي زائرو أهرام الجيزة أكثر من زائري الهرم الزجاجي أمام متحف اللوفر.
فن النحت، أخو فن لوحة الرسم، لكن لم يعد الحجر الصلب أو الرخام الصقيل واللامع مواضيع للنحاتين العظام، بل صارت رمال الشاطئ، وحتى الجليد موضوعاً للنحت.. حتى سخر رسّام كاريكاتير من النحت الحديث للحجر، الذي قد يشاكل حجراً في جلاميد الطبيعة أو وديانها.
بنت حضارات آفلة، خاصة منها الرومانية مدرّجات من حجر لتقديم مسرحيات الملاحم البشرية في الهواء الطلق والنور الطبيعي، وصارت المسرحيات المعاصرة تقدم على كراس مريحة وصالات مغلقة تستخدم ظلال كشافات النور، وهذا الفيديو لعرض مسرحيات وقضايا الحياة الواقعية.
عصر الحجر والفخار والآجر أسلمنا إلى عصر الحديد والألمونيوم والزجاج، وعصر رسم اللوحة القديمة صار يختلط بعصر الصورة، وهذه بعصر الفيديو، ثم عصر الفوتوشوب المركّب.
ماذا، أيضاً؟ عصر جمع القمامة لدفنها صار عصر إعادة تدوير مخلفات القمامة أو «الرسكلة».. وفي كل سنة توزع جوائز نوبل متنوعة المجالات، وربما في عام قريب، أو بعيد سينال عالم في الكيمياء جائزة نوبل، ليس في مجال التدوير و»الرسكلة» بل في مجال اختراع بلاستيك قابل للتحلل السريع، أو يستخدم لمرة واحدة.
اللوحة الفنية الفلسطينية تجاري وتسبح مع موجة الرسم الحديث، وبدرجة أقل من النحت الحديث والعمارة الحديثة، لكن صناعة التدوير عندنا لا تزال تحبو، أولاً في مجال جمع القمامة، ثم في تدوير مخلفات القمامة وإعادة استخدامها، ربما سوى في مجال تدوير بسيط لمخلفات صناديق الكرتون، وهي أبسط أشكال وأنواع التدوير.
ربما جدار الفصل الأمني ـ الديمغرافي ـ العنصري منح فناني الشارع المحليين، أو بالذات، الأجانب المتضامنين فرصة لمزج الجمال بالقبح، الفن بالسياسة، السياسة بالنضال ضد الاحتلال.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة أخرى، اللوحة والصورة نظرة أخرى، اللوحة والصورة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib