بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
أخيرا...نجح الإسرائيليون فى قتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ورقصوا فى الشوارع احتفالا بقتله! بل وسمعت ايضا ان بعض العرب هللوا لقتل السنوار! وقد حزنت كثيرا لاستشهاده، ولكننى لا ولن أتصور أبدا أن رحيل السنوار سوف يعنى توقف المقاومة الفلسطينية أو إضعافها، أو الفت فى عضد الشعب الفلسطينى الصامد والمقاوم. ليس هذا كلاما حماسيا انفعاليا إطلاقا.. ولكنه درس التاريخ الذى تجهله أو تتجاهله إسرائيل وزعماؤها! نعم.. يموت الزعماء والأبطال الأفراد.. ولكن لاتموت أبدا الشعوب المقاتلة من أجل الحرية! حقا، لقد عاش زعماء كثر وشهدوا ثمرات كفاحهم: مثل سيمون بوليفار فى أمريكا اللاتينية، والماهاتماغاندى فى الهند، وسعد زغلول فى مصر، وعبد الكريم الخطابى فى المغرب.. وهناك أيضا من ماتوا أبطالا وهم يدافعون عن حرية أوطانهم مثل شى جيفارا فى كوبا، وعمر المختار فى ليبيا، وباتريس لومومبا فى الكونغو.. أما الجزائر فدفعت مليون شهيد ثمنا لاستقلالها، وربما كان من أبرزهم "العربى بن مهدي" الذى اعترف جنرال فرنسى بقتله فى مارس 1957 شنقا بيده بعد أن فشل فى انتزاع اعترافات منه، بعد تعذيبه بسلخ جلد وجهه! لتحيا الجزائر حرة! ولكن استقلت كوبا وليبيا والكونغو والجزائر. نعم...، ذلك هو درس التاريخ الذى يجهله نيتانياهو!
وقد استشهد السنوار.. مات السنوار، ولكن ما لا يدركه الإسرائيليون – جهلا أو تجاهلا أو غرورا وغطرسة – أنه بموت السنوار واستشهاده تتأكد وتترسخ حياة فلسطين وشعب فلسطين! فقط شاهدوا أطفال غزة، اطفال فلسطين على شاشات التليفزيون وهم يتحدثون عن السنوار، وعن الشهداء، وعن الدمار الهائل لبيوتهم ومدارسهم، وعن حياتهم الصعبة وسط الانقاض لتتأكدوا أنه يولد فى فلسطين كل يوم ألف سنوار!.