السعودية وأميركا قوة المنطق
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

السعودية وأميركا... قوة المنطق

المغرب اليوم -

السعودية وأميركا قوة المنطق

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

الواقعية والعقلانية أساسٌ راسخٌ في السياسة السعودية على مدى عقودٍ من الزمن، والتحالف التاريخي بين السعودية وأميركا سجل نجاحاتٍ تاريخية مهمة ومعروفة، ولئن نسي بعض مؤدلجي السياسة الأميركيين ذلك، فإن السعودية لم تنسَ.
غير خافٍ على أحدٍ حجم الاختلافات والتباين الذي شاب العلاقات بين الجانبين على مستوياتٍ متعددة وفي ملفاتٍ مختلفة، وإن أبقى الجانبان على كل قنوات التواصل وتجنبا التصعيد، وهو ما أثمر تفاهماتٍ جديدة يتم بناؤها على أسس صحيحة بعيداً عن بعض التصريحات غير الودية أو السياسات غير المتزنة التي اتبعتها أميركا.
أميركا أقوى دولة في العالم، والسعودية دولة قوية ومحورية في العالم، وحين يكون المنطق والواقع والمصلحة مع السعودية فهي أقوى من أي انحيازات آيديولوجية متحمسة لا تقيم للمصالح وزناً، وحتى الكبار يمكن أن يتعلموا من أخطائهم، وكتابات وتصريحات بعض المثقفين والساسة الأميركيين كانت تشير بوضوحٍ لخطأ في تقدير الأمور وخطأ أكبر في رسم الاستراتيجيات وقراءة التوازنات، واستشراف المستقبل لدى صانع القرار الأميركي.
زيارات المسؤولين والوفود المتبادلة المستمرة منذ أشهرٍ، سراً وعلناً، وزيارة الأمير خالد بن سلمان لأميركا كانت كلها تصبُّ في تقريب وجهات النظر، ووضع النقاط على الحروف، وهذا كله أدَّى لتحريك العديد من الملفات في المنطقة والعالم بالاتجاه الصحيح الذي يخدم مصالح البلدين ومصالح حلفائهما في المنطقة والعالم، وهو ما يمكن البناء عليه سواء تأكدت زيارة الرئيس بايدن للسعودية أم لا، بحسب تصريح وزير الخارجية السعودي الذي قال: «أنا لا أتحدث عن الشائعات، ولكن إن كانت هناك زيارة في المستقبل سيعلن عن ذلك عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية».
حلفاء السعودية الكبار في المنطقة ظلّوا في صفّها بقوة ممزوجة بالعقل والحكمة وبخاصة في دولة الإمارات ومصر، وبقيت الملفات المعقدة تتحرك بشكل إيجابي، في اليمن ولبنان كما في العراق وسوريا، و«محادثات فيينا» مع إيران حول «الاتفاق النووي» أصبحت أكثر عقلانية وأقل حماسة واستعجالاً، والموقف من الحرب الروسية الأوكرانية بدأ يأخذ مكانه الطبيعي كحربٍ ساخنة بين البلدين، وكحربٍ باردة بين الدول الغربية وروسيا، وكل هذه الملفات تأكيد على وضوح الرؤية والواقعية السياسية الحاذقة التي تعاملت بها السعودية وحلفاؤها في المنطقة تجاه هذه الملفات المعقدة.
من دون حلفاء أقوياء لا يمكن الانتصار في الحروب الباردة والساخنة، وحين وجدت أميركا نفسها في مواجهة كبرى مع روسيا والصين بحثت عن حلفائها، فوجدت أخطاء سياساتها واستراتيجياتها، فلا إيران والاتفاق النووي معها بأي شكلٍ وبأي ثمنٍ ينفعها ولا اضطرابات أسعار الطاقة العالمية تصب في مصلحتها، ولا التخلي عن الشرق الأوسط وعدم اعتباره أولوية يشكل استراتيجية واقعية ومنطقية، ولا المواجهة المفتوحة مع الصين يمكن كسبها من دون حلفاء، وأمن «تايوان» وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ ليس أولى من الشرق الأوسط بأي حالٍ من الأحوال، وأميركا دولة حية وقادرة على الاستدراك والتصحيح.
في بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حشدت أميركا العالم بشكل غير مسبوقٍ ضد روسيا، واتخذت عقوباتٍ ودفعت دولاً أوروبية وأخرى حول العالم لنفس الموقف، وهدَّدت سياساتها المعلنة كل «النظام الدولي» ومؤسساته ومصداقيته وقيمته، ولم يكن في ذلك شيء من المنطق ولا الواقعية، واتخذت السعودية والإمارات وحلفاؤهما موقفاً عقلانياً يفتش عن حلٍ سلمي وواقعي للصراع هناك، وبدأت الجبهة التي شكلتها أميركا بالتفكك لأنها غير واقعية وغير قابلة للنجاح، وبدأ التباين في المواقف يظهر من بعض دول «الاتحاد الأوروبي» التي تجبرها مصالحها على عدم الانسياق خلف أميركا، وكسبت روسيا الكثير على الأرض رغم قسوة العقوبات.
الانتقاد لهذا الاندفاع الأميركي لم يأتِ من دول العالم العقلانية فحسب، ولا من بعض الدول الأوروبية فقط، بل بدأ بالظهور داخل أميركا، ومن مؤسساتٍ مثل «نيويورك تايمز» وشخصياتٍ لها وزنها واعتبارها مثل هنري كيسنجر، وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي الفاعلين، وهو تيارٌ يتزايد داخل أميركا نفسها وحول العالم، وسيذكر التاريخ أن هذه الواقعية والعقلانية تجاه حدثٍ بهذه الضخامة وهذا التأثير الواقعي والمستقبلي بدأت من بعض دول الشرق الأوسط الحية والقوية والفاعلة.
مفارقة تحتاج إلى تمعنٍ، فحين كتب كاتب هذه السطور وغيره في بداية الحرب الروسية الأوكرانية عن أزمة في نخب التفكير الاستراتيجي في أميركا، وأن استجلاب بعض السياسات والاستراتيجيات من عقودٍ سابقة وأوضاعٍ سياسية واستراتيجية مختلفة تماماً عن واقع اليوم مثل كتابات «كيسنجر» أو «بريجنسكي»، إبان الحرب العالمية الباردة لن يجدي نفعاً، فإن الغريب اليوم هو أن «كيسنجر» نفسه ما زال حياً وقد عبّر بوضوحٍ عن رأيه تجاه هذه الحرب الروسية الأوكرانية، بما لا يتفق أبداً مع استجلاب أفكاره القديمة وتطبيقها على واقعٍ مختلفٍ.
هذا ينبه إلى حقيقة مهمة وهي أن الأفكار المستجلبة من الماضي لا تمثل أصحابها حين تطبّق على واقعٍ مختلفٍ، وكما يصحّ هذا في السياسة، فإنه يصحّ في التاريخ والهوية، والقراءات الآيديولوجية التي تتناسى الواقع تضرّ بمصالح الدول وعقول البشر وتسير عكس منطق التاريخ.
علاقات التحالف الطويل بين السعودية ودول الخليج العربي من جهة وبين أميركا تحتاج إلى أن تبنى على أسسٍ أكثر عمقاً والتزاماتٍ مكتوبة ومعاهداتٍ تبقى طويلاً في المستقبل، لمصلحة الجهتين، وتجنباً لأي اضطرابات قد تطرأ في المنطقة والعالم، وتناقضات السياسة الأميركية وتجاهلها لحلفائها الكبار في المنطقة يجب أن تتوقف بشكل رسمي يضمن عدم تكرارها حتى لا تتكرر نفس الأخطاء وذات الخطايا.
المفكر الاستراتيجي والمحلل المتعمّق الذي سيقرأ طبيعة العلاقات وتطورات التحالفات واختلاف المصالح، خلال ما يقارب العامين من إدارة الرئيس بايدن، سيكتشف بسهولة أن قوة «العقلانية» و«الواقعية» السياسية حكمت في النهاية على تباين المواقف وتباعد السياسات في مرحلة تاريخية حاسمة من تاريخ المنطقة والعالم، وسيكتشف أن قوة المنطق والقرار التي اتبعتها السعودية وحلفاؤها في المنطقة أثرت بشكل مباشرٍ في التراجعات وإعادة التصحيح التي اتبعتها الإدارة الأميركية.
أخيراً، فتجاهل عناصر القوة الجديدة والإصلاحات الكبرى ومحاربة الفساد ومواجهة الأصولية والإرهاب والتطوير التنموي الهائلة والتاريخية التي تجري في السعودية ودول الخليج لم يعد ممكناً، وعلى أميركا إعادة حساباتها وقد فعلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وأميركا قوة المنطق السعودية وأميركا قوة المنطق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib