إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

المغرب اليوم -

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

بقلم : حازم صاغية

مؤرّخ منصف أن يُخبرنا أنّ حرب 1973 كانت آخر الحروب العربيّة – الإسرائيليّة. بعد 1973 صارت الحروب مع إسرائيل موضعيّة، في لبنان أو في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. من تلك المواجهات الموضعيّة كان لغزو 1982 معنى محدّد. إنّه الانتقال إلى صراع على النفوذ الإقليمي بين طهران وتلّ أبيب. الشراكة السورية إلى جانب إيران، التي بلغت ذروتها في الثمانينات، راحت أهميّتها تتراجع بالتدريج: أوّلاً، بسبب الضعف السوري العامّ، وثانياً، بسبب حلول بشّار الأسد، الأكثر إيرانيّة، محلّ أبيه حافظ، الأقلّ إيرانيّة.
المرحلة الانتقاليّة تلك استدعت مهمّتين: استكمال التخلّص من منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وهو ما تولاّه الجيش السوري في طرابلس والبقاع، وإمساك إيران بجبهة لبنان الجنوبيّة عبر حزب الله. العرب، باستثناء أدوات طهران، وُضعوا جانباً. هذه النتيجة كانت بمثابة التكريس الأخير لانتهاء الحروب العربيّة – الإسرائيليّة. لقد صارت شيئاً من الماضي.
لم يبق للعرب بالتالي إلاّ خطاب «القضيّة المقدّسة»، فيما دُفعوا تباعاً إلى موقع المُشاهِد. صراع النفوذين راح يشرخهم ويعتصرهم كأنّهم بولنديّون يتقاسمهم الألمان والروس. الاستيلاء الإيراني على حركة «حماس» في غزة كان التتويج المنطقي لهذا المشروع عبر سدّ آخر الثغرات في جداره.
بلغة أخرى، أنهى التمدّد الإيرانيّ، انطلاقاً من حرب الثمانينات مع العراق، مرحلتين متداخلتين: مرحلة صراع الأنظمة العربيّة وإسرائيل (1948 – 1973)، ومرحلة صراع المنظّمات الفلسطينيّة معها (1968 – 1982). نظام الأسد، بهذا المعنى، كان الهراوة التي طوّعت المنطقة لاستقبال «الخلاص» الإيرانيّ. بعد ذاك، جاءت إطاحة صدّام حسين في 2003 لتمنح ذاك التمدّد شرعيّة أمر واقع. تدخّلُ طهران لقمع الثورة السورية كان بمثابة البرهان الساطع. الانسحاب الأميركي اللاحق أزال آخر المعوقات.
في هذه الغضون، زاد الأمر سوءاً أنّ العرب الذين غادروا الحرب لم يتمكّنوا من دخول السلام. الأنظمة، من خلال مصر، سالمت في 1978، لكنّ سلمها اقتصر على مصر، وظلّ بارداً. المنظّمات، من خلال منظّمة التحرير، سالمت في 1993. لكنّ سلمها لم يُقلع. الاختراق الأردني في 1994 ليس كافياً للحديث عن خروج الحالة العربيّة من الحرب إلى السلم. هذا الوقوع في الوسط، الذي تتعدّد أسبابه ومسؤوليّاته الإسرائيليّة والعربيّة، وخصوصاً الإيرانيّة من خلال المنظّمات الممانعة، وطّد الوجهة الجديدة.
استعادة تلك العناوين تبدو ضروريّة للإطلال على بعض ما يحدث اليوم: قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، تحدّث للتلفزيون مؤخّراً عن حرب يُفترض أنّها حربنا، أو على الأقلّ، حرب دارت على أرضنا. أكّد لنا أنّ حزب الله كان جاهزاً في تلك الحرب مائة في المائة، وهو الآن جاهز مائة في المائة.
القائد الذي أريد إكسابه وجه يوليوس قيصر أو نابوليون بونابرت، لجهة القتال على جبهات عدّة وتحقيق الانتصارات المتوالية فيها، لم يتحدّث فحسب عن الجانب العسكريّ. لقد نطق أيضاً بلسان محلّل تاريخيّ. اكتشف مثلاً أنّ «الكيان الصهيونيّ» أعد خطّة للهجوم المباغت هدفها القضاء نهائيّاً على حزب الله وإحداث تغيير ديموغرافي يجلو الشيعة عن جنوب لبنان. نطق بلسان الراوية كذلك، راوياً أنّه قضى خلال الحرب 33 يوماً في لبنان، زار طهران خلالها مرّتين لإطلاع القيادة على المجريات. ومع أنّه في زيارته الأولى لم يقل للخامنئي شيئاً عن الانتصار، فالخامنئي تحدّث واثقاً عنه، مُشبّهاً الحرب بمعركة الخندق. فضلاً عن ذلك سرد قصصاً مُسلّية عن مغامراته، بصحبة حسن نصر الله والراحل عماد مغنيّة، وكيف تفادوا قصف طائرات إسرائيليّة وهم يتنقّلون بين الأنقاض.
الخوارق الباعثة على التشويق لا بدّ منها كي تكتمل ملامح الشخص الخارق. لكنْ يبقى أنّ دور سليماني هو أكثر ما يرمز إلى انتهاء الحروب العربيّة – الإسرائيليّة، أكانت نظاميّة أم منظّماتيّة. القائد الإيراني هو من يملك أسرارها.
هو من يعبر الحدود الوطنيّة جيئة وذهاباً لخوضها. هو صاحب روايتها بغضّ النظر عن دقّة ما يرويه. لقد قال ما استنكف حزب الله نفسه عن قوله. إنّه الأصيل. الحزب وكيل. وحين يستحوذ سليماني على الحرب، وبالتالي على روايتها، فإنّه يعيد صياغة أوضاع المستعمرات الجديدة بموجب ما تتطلّبه شروط تلك الحرب. هكذا، ووفقاً لما يجري اليوم، يتولّى فائضُ القوّة الإيراني تلخيص الحياة السياسيّة في لبنان وفي العراق، بالاستفادة من ظروف إقليميّة ودوليّة مناسبة: ينبغي، مثلاً، «شطب» وليد جنبلاط أو سمير جعجع من المعادلة السياسيّة، وتدجين عادل عبد المهدي أو مقتدى الصدر وفق معادلة سياسيّة جديدة.
ذاك أنّ حاجة إيران إلى الحدود وإلى المعابر، أي إلى الحرب التي «تمتلكها»، هي التي تقرّر ما يجري، وما لا يجري، داخل الدول المعنيّة. هذا ليس تغييراً سياسياً، بل تغيير لطبيعة الأشياء في المشرق.
أمّا أبرز نتائج هذا التحوّل الكبير فتعميم الفقر والجوع. مظاهرات العراق ردّت بطريقتها: بإحراق أعلام إيرانيّة، وباتّهام للميليشيات التي ترعاها طهران، وبالحديث عن نهب «الأخ الأكبر» الذي تخنقه العقوبات للثروة العراقيّة.
ذاك أنّ الإمبراطوريّة التي استحوذت على الحرب، وراحت توزّع تبعاتها على المنطقة، تملك ثروة واحدة أخرى توزّعها على السكّان اسمها البؤس والإفقار. حتّى إشعار آخر، هذه هي الخاتمة السعيدة الموشّاة بقداسة القضيّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا» إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib