«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية؟

المغرب اليوم -

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية

جبريل العبيدي
بقلم - جبريل العبيدي

بعد اقتحام حرم الجامعات الأميركية، هل نحن أمام «فيتنام بايدن»، كما قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز أحد رجالات الكونغرس الأميركي، بعد اقتلاع خيام الاعتصامات، والاستعمال المخجِل والمفرط للقوة، وفض اعتصام لا يعرقل حركة سير ولا يشكل خطراً واضحاً وشيكاً، ولا يعيق أي شيء، فقط يزعج حليفاً سياسياً، وبالتالي تسبب في انتكاسة كبرى للحريات، في بلاد لطالما تتغنى بصون الحريات العامة وحق التعبير، بينما تطاير الرصاص والغاز المسيّل للدموع في هواء الحرم الجامعي في جامعات النخبة الأميركية، ورصاص مطاطي ومئات من عناصر الشرطة تقتحم الحرم الجامعي في جامعات عديدة، منها «تكساس» و«ييل» و«كولومبيا» و«وساوثرن كاليفورنيا» و«كولورادو دنفر»، وتكبيل واعتقال للطلاب، بل طال الأمر أساتذة وعلماء يُشار إليهم بالبنان في جامعات أميركا، في ظل تزايد مخيمات الاعتصامات التي نُصِبت في جامعات مثل كارولينا الشمالية وأريزونا، وشملت الاحتجاجات جامعات كولومبيا في مانهاتن، وإيموري في أتلانتا، وجنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس، وكلية إيمرسون في بوسطن، وجامعة تكساس في أوستن، وجامعات برينستون ومينيسوتا وإنديانا وواشنطن، وجميعها جامعات النخبة؟

تعاطي إدارة بايدن مع اعتصامات الجامعات الأميركية جعلها في عين الانتقادات؛ فليس السيناتور الأميركي بيرني ساندرز وحده من يصفها بـ«فيتنام بايدن»، مما يعنى إضعاف موقع بايدن الانتخابي أكثر مما هو ضعيف، ويعكس ذلك حجم المشكلة والفشل في معالجتها بعيداً عن هراوات ورصاص الشرطة وقمعها المفرط، كما انتقد بعض الديمقراطيين استخدام الشرطة قوة مفرطة في حرم الجامعات، بل انتقدوا استخدام الشرطة أساليب مكافحة شغب متطرفة في فض الاعتصامات.

التحجج بمعاداة «السامية» لفض الاعتصامات بقوة السلاح باطل، لأن بعض الطلاب اليهود عبروا بأنهم ليسوا ضد وقف الحرب في غزة، بل إن بعضهم يدعم إيقاف الحرب العبثية في غزة، ولا يرى أن الاعتصامات في الجامعات الأميركية تشكل تهديداً له، بينما الحقيقة أن عرب غزة ساميّون أيضاً، فالتاريخ يثبت أن العرب هم أيضاً ساميون، ولا يمكن للشخص أن يعادي نفسه، والغالبية العظمى من أبناء سام بن نوح هم عرب؛ فليس اليهود وحدهم الساميين.

بعد اقتلاع خيام الاعتصامات في جامعات كثيرة واعتقال أكثر من ألفي طالب من القوى الناعمة في جامعات النخبة الأميركية، التي تعتصم رفضاً للحرب في غزة، بينما راعية «الحريات»، الإدارة الأميركية، تقرر فض الاعتصامات بالقوة في الجامعات الأميركية؛ الأمر الذي يُعتبر انتكاسة لحرية التعبير والديمقراطية، التي لطالما تغنَّت بها الإدارة الأميركية على مدار سنين طويلة، وتُعتبر سابقة في التاريخ الديمقراطي الأميركي، بل كان سلوك السلطات الأميركية وشرطتها شبيهاً تماماً بسلوك الديكتاتوريات العسكرية العربية حين كانت تسحق المتظاهرين السلميين وتقول أجهزتها الشرطية: «هذه ليست مظاهرات سلمية بل شغب مسلح»، تماماً كما قالت سلطات بايدن، ليبقى السؤال: ماذا تركت سلطات بايدن للديكتاتوريات العسكرية السابقة، وهي اليوم تنافسهم في قمع المتظاهرين السلميين والحجة واحدة مشتركة مع ديكتاتوريات الماضي، بينما المدعية العامة الأميركية قالت: «إن قضايا المعتقلين بتهم التعدي على ممتلكات الغير تفتقر إلى أدلة كافية»، مما وضع شرطة بايدن في حرج كبير؟!

فض الاعتصامات أنطق منظمة «هيومن رايتس ووتش»، فقالت: «على إدارات الجامعات الأميركية أن تحرص على عدم وصف الانتقادات للحكومة الإسرائيلية بأنها (معادية للسامية)، وعلى الجامعات ألا تسيء استخدام السلطة لقمع الاحتجاجات، وعليها أن تحمي حقوق الناس في التجمع وحرية التعبير».

في الذاكرة الطلابية العربية، وتحديداً في بلد صغير لا يُوصَف بالديمقراطي أصلاً، هو ليبيا، وتحديداً في العهد الملكي الليبي الموصوف بالعهد الذهبي، كانت للجامعات حرمة، وهناك مرسوم ملكي يمنع أي شرطي من انتهاك حرم الجامعة، بل كان الطلاب في جامعة بنغازي يرمون الشرطة بالحجارة، ولا يستطيع رجال الشرطة اقتحام الجامعة، لوجود مرسوم ملكي يمنع دخولهم بالزي الشرطي وبالسلاح، بينما جاء العصر الجمهوري فنُصِبت المشانق للطلاب في الجامعات الليبية، فيما كان يُعرف بمذابح السابع من أبريل (نيسان).

لكن هذا كان قد فعله نظام كان يُوصَف بالشمولي، ولكن ماذا عما تفعله الجمهورية الأميركية الآن في عهد بايدن؟ لقد تكرر استخدام استخدم العصي والهراوات وحتى الرصاص لكبت الحريات واقتحام الحرم الجامعي في بلد الديمقراطية والحرية.

طلاب الجامعات الأميركية انتفضوا على حكومتهم، لأنها تدعم الحرب بشيك مفتوح القيمة من دون شروط، بل إن القوات الأميركية تشارك لوجيستياً بطائرات مسيَّرة وسفن تجسس واتصالات وتشويش، وبالتالي أميركا في نظر طلاب الجامعات الأميركية شريك في الحرب على غزة.

القوة التي استخدمتها الشرطة الأميركية ضد الطلاب ظهرت خلاله أربع حالات لطالبات محجَّبات تعرضن لنزع حجابهن، مما يُعتبر تمييزاً عنصرياً قد يكون حدثاً فردياً، ولكن ما سيجعله فردياً هو ملاحقة الجناة ومعاقبتهم.

الاحتجاجات تحولت إلى سجال حقيقي بين المرشحين الرئاسيين وكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خصوصاً أن الاحتجاجات تأتي في أوج الموسم الجامعي، وفض الاعتصامات بهذا الشكل وقمع الحريات في بلد طالما تغنى بالحرية، إساءة كبيرة لأكبر قوة في العالم، ولدستور هذه البلاد.

معاداة الطلاب التي مارستها سلطات بايدن بفض الاعتصام، بل والتهديد بمنع التمويل، تمثل انتهاكاً صريحاً للحريات وابتزازاً لحاجة الطلاب والجامعات للتمويل، وهذا سيكون مردوده سلبياً في المجتمع الأميركي وسيقلب الطاولة ونتيجة الانتخابات في رئاسة أميركا. لكن الأخطر من كل هذا هو الضرر الذي سيسببه كل هذا لمصداقية أميركا التي تحث دول العالم على الأخذ بأسباب الديمقراطية والحريات العامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية «فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib