ليبيا وتركيا واتفاقية الوهم الأزرق
محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور
أخر الأخبار

ليبيا وتركيا واتفاقية الوهم الأزرق

المغرب اليوم -

ليبيا وتركيا واتفاقية الوهم الأزرق

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

محاولات متكررة لابتلاع البحار وثرواتها المحيطة وغير المحيطة، التي أطلق عليها «الوطن الأزرق» الذي يعتبر أكبر عملية تزوير وتلاعب بالجغرافيا والتاريخ، سبق أن رسم خريطتها الأدميرال التركي جهاد يايجي، أسست من بعدها لوهم «الوطن الأزرق» الذي تبنى فكرته بعض من القادة السياسيين الأتراك.
فـ«الوطن الأزرق Mavi Vatan» مفهوم تركي توسعي طوره رئيس أركان البحرية التركية جهاد يايجي، حيث يمثل البحر الأسود، بالإضافة إلى الجرف القاري والبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، جزءاً مهماً من هذا «الوطن الأزرق» المزعوم.
ولهذا حرصت تركيا والقادة السياسيون المؤمنون بمفهوم الوطن الأزرق على تجهيز أرضية لهذا «الوطن» ولو بجغرافيا زائفة، استقطعت أجزاء من اليونان مثل جزر كريت ورودس وليسفوس وخيوس وساموس، واعتبرتها جزءاً من تركيا ضمن جغرافيا «الوطن الأزرق». كذلك تم اجتزاء أجزاء من المياه الإقليمية الليبية، ولعل «الاتفاقية» المعيبة التي أبرمها المجلس الرئاسي الليبي السابق وحاول تجديدها رئيس حكومة الوحدة الوطنية تحت اسم «مذكرة تفاهم» لتمريرها وإدخالها حيز التنفيذ، ما هي سوى ترسيخ لمفهوم «الوطن الأزرق» من خلال اتفاقية التلاعب بالجغرافيا وخرق القانون الدولي، وهو السمة الغالبة لاتفاق ترسيم حدود بحرية بين تركيا وليبيا، حيث لا تربط البلدين أي حدود بحرية في أي وقت من الأوقات. حددت الاتفاقية المزعومة الجرف القاري، والمنطقة الاقتصادية الخالصة لكلا الطرفين، مما يعتبر تشويهاً لحقائق جغرافية، وتجاهلاً لدول قائمة، كما أن هذا الاتفاق أو التفاهم يتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية، التي قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إن هذا الاتفاق يتجاهل أمراً واقعاً وهو جزيرة كريت اليونانية.
اتفاق تركيا والمجلس الرئاسي الليبي السابق غير الدستوري الذي خالف اتفاق الصخيرات المنظم لعمل «الرئاسي» الليبي واختصاصاته المحدودة التي لا تؤهله لإبرام أي اتفاق، كما أن عدم تصديق البرلمان الليبي على الاتفاقية جعلها هي والعدم سواء في حكم القانون.
اتفاق تركيا مع الحكومة الليبية المنتهية الولاية يعتبر مخالفاً للقانون الدولي ولقانون البحار وترسيم الحدود، كما أن الاتفاق جرى مع حكومة منتهية الولاية بحكم سحب الثقة منها من قبل البرلمان الليبي المنتخب والمعترف به دولياً، كما أن ليبيا في وضعها الحالي منتهكة السيادة بوجود قواعد أجنبية ومنها تركية يجعل من اتفاق تركيا مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية اتفاق إذعان وليس اتفاقاً يضمن كامل الحقوق الليبية كون الطرف التركي طرف احتلال لأن قواته علاوة على مرتزقة سورية تابعة لتركيا توجد داخل العاصمة طرابلس مما يجعلها في حكم الاحتلال وما يصدر في ظل احتلال حكمه حكم البطلان.
الاتفاقية التركية النصف أو الربع ليبية (لكون من يوافق عليها لا يتجاوز الربع من الساسة الليبيين) التي لا تتجاهل الحقوق اليونانية فحسب بل الليبية أيضاً بجانب الحقوق المصرية في البحر المتوسط لكون مصر هي الدولة التي تربطها بليبيا حدود بحرية وبرية وليس جغرافيا حدودية مزورة كالتي تحاول تركيا رسمها وفرضها، خاصة محاولة ابتلاع مجموعة جزر دوديكانيسيا، التي يوجد بها احتياطي غاز كبير، وهذا هو الهدف والمطمع الحقيقي.
الحقيقة الوحيدة هي أن ليبيا ليست «إرثاً» عثمانياً أو جغرافيتها جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، فتركيا التي استعمرت ليبيا من دون بناء أي معالم حضرية من المدارس والمعاهد التعليمية، والمشافي! فلا وجود لها، فأين هو الأثر الإيجابي العثماني في ليبيا؟ لا يوجد شيء لأن الباب العالي لم يكن يهمه بناء المستعمرات بل نهب الثروات والغلال.
ليبيا ليست إرثاً إلا لأهلها، وبخصوص إرث تركيا في ليبيا فقط إرث من القهر والتعسف والظلم انتهى بترك الليبيين لمصيرهم في معاهدة أوشي لوزان لسنة 1912، التي بموجبها سلمت تركيا، أراضي ليبيا لإيطاليا، لتدخل ليبيا مرحلة أخرى من مراحل الاستعمار الفاشي الاستيطاني.
مثلما قد يكون من حق القادة الأتراك الحلم بوطن أزرق أو حتى أحمر، فمن حق الليبيين حماية حدودهم ومياههم الإقليمية، وليبقَ الحلم التركي بعيداً عن مياه وأراضي ليبيا، فليبيا أبداً لم تكن يوماً ولن تكون جزءاً من هذا «الوهم الأزرق».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وتركيا واتفاقية الوهم الأزرق ليبيا وتركيا واتفاقية الوهم الأزرق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib