المؤامرة وبنبركة وأوفقير
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

المؤامرة وبنبركة وأوفقير

المغرب اليوم -

المؤامرة وبنبركة وأوفقير

عبد الحق بلشكر
بقلم: عبد الحق بلشكر

كانت جلسة استماع مطولة ومثيرة تلك التي تحدث فيها حميد برادة، مساء السبت 21 دجنبر، في مدينة تاونات، بدعوة من جريدة «صدى تاونات»، بمناسبة احتفائها بالذكرى الـ25 لتأسيسها. طيلة أكثر من ساعتين، كان الحاضرون يستمعون بإمعان وكأن على رؤوسهم الطير. ماذا سيقول هذا الرجل الذي لم يسبق أن تحدث علانية عن سيرته؟

عاش برادة مسارا متقلبا بدأه ثوريا في شبابه، عندما كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في 1963، ثم محكوما عليه بالإعدام بسبب تصريحاته المؤيدة للجزائر في حرب الرمال، ثم تحول في باريس إلى صحافي مثير للجدل، وبسببه منعت المجلة التي يعمل فيها من دخول المغرب، قبل أن يتحول إلى عدو للجزائر بسبب مقالاته المدافعة عن الصحراء، ثم أصبح أول وآخر صحافي مغربي يجرى حوارا متلفزا مع الراحل الحسن الثاني في قصر الصخيرات، لفائدة تلفزيون كندي. تحدث برادة عن العديد من الأحداث المثيرة التي عاشها، لكن ما أثار الاهتمام أكثر موضوعان؛ الأول يجيب عن سؤال حقيقة المؤامرات التي تورط فيها التنظيم السري التابع للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ضد النظام، والتي أدت إلى اعتقالات 1963، والثاني علاقة المهدي بنبركة بالجنرال أوفقير. بخصوص المؤامرة، يؤكد برادة، عكس كثير من قيادات الاتحاد الذين لايزال بعضهم على قيد الحياة، أنها «حقيقة».

يقول برادة إنه بعد إعفاء حكومة عبد الله إبراهيم، ورفض القصر تشكيل لجنة تأسيسية لصياغة الدستور، والاكتفاء بـ«دستور ممنوح»، بدأ نقاش داخل قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حول الحلول البديلة لإسقاط النظام، فعقد اجتماع حضره الفقيه البصري، وعبد الفتاح سباطة، وحسن لعرج، وآخرون، جرى فيه الاتفاق على «التفكير» في عمل سري ضد النظام. لكن الفقيه البصري كان مستعجلا كعادته، كما يقول برادة، فبدأ التنفيذ. وهنا ذكر عمليتين جرى إحباطهما. تمثلت العملية الأولى في محاولة الحصول على السلاح من القاعدة الأمريكية في القنيطرة، وفعلا، جُهِّزت أربع شاحنات محملة بالسلاح لإخراجها من القاعدة، بتنسيق مع جنود أمريكيين، لكن تبين أن الشاحنات كانت كلها معطلة، أي أن العملية كشفت، وجرى اعتقال المتورطين، وتبين أن من يقف وراءها هو الفقيه البصري، وبسببها اعتقل وحكم عليه بالإعدام، قبل الإفراج عنه في 1965 إثر أحداث مارس، فجرى تهريبه إلى الجزائر سنة 1966.

أما العملية الثانية، فكانت ستنفذ خلال استعراض عسكري للجيش الملكي في مراكش، من خلال وضع قنبلة قرب المنصة التي كان سيجلس فيها الملك الحسن الثاني، وكانت الخطة تقوم على قيام أحد أفراد التنظيم السري، ويدعى «أطلس»، بجلب القنبلة على متن دراجة هوائية، في ساعة مبكرة ليسلمها إلى شخص آخر سيضعها قرب المنصة، قبل بدء الاستعراض. لكن صاحب الدراجة أوقِف صدفة من لدن شرطي لأنه كان يقود ليلا دون إنارة، وخلال فحص روتيني لحقيبة كان يحملها، عُثر على القنبلة، فجرى اعتقاله، وكشفت المؤامرة. يقول برادة إن من خطط لهذه العملية في بداية الستينات هو محمد بنسعيد آيت يدر، وإن النظام استغل هذه الأحداث لتنفيذ عمليات اعتقال كبيرة مست أعضاء التنظيم السياسي أساسا، أما التنظيم السري، فلم يجرِ التوصل إليه.

تتعلق النقطة الثانية المثيرة باحتمال وجود علاقة تقارب بين المهدي بنبركة والجنرال أوفقير. وهنا قدم حميد برادة ثلاث وقائع، أولاها، أن آخر من تحدث مع المهدي، عندما كان في جنيف قبيل سفره إلى باريس سنة 1965 حيث اختطف، هو القيادي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، وكان حينها سفيرا لبلده في القاهرة. ويروي برادة أن الإبراهيمي أخبره بما دار من حديث مع المهدي، فقد سأله عن سبب استعداده للسفر إلى باريس رغم أنها غير آمنة و«تعج بالبوليس المغربي»، فكان رد المهدي، الذي كان ينوي تصوير فيلم عن مؤتمر القارات الثلاث، بالقول: «لدي موعد مع الجنرال». هل المقصود الجنرال دوغول، أم الجنرال أوفقير؟ يعتقد برادة أن الموعد كان مع أوفقير.

تتعلق الواقعة الثانية، التي تعزز هذه الفرضية، بالتطور الذي وقع بعد أحداث مارس 1965، حين دعا الحسن الثاني، قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إلى تشكيل الحكومة، فرفض عبد الرحيم بوعبيد، متشبثا بلجنة تأسيسية لصياغة الدستور، لكن بنبركة أيد المشاركة في الحكومة، وتبين أنه أعد لائحة أعضاء تلك الحكومة مكتوبة بخط يده، وفيها وضع اسم محمد أوفقير وزيرا للداخلية. اللائحة التي تحدث عنها برادة، يقول إن من كشفها هو عبد القادر، شقيق المهدي، مكتوبة بخط يده.

أما الواقعة الثالثة، فيشير فيها برادة إلى أن علاقة المهدي بأوفقير قديمة وتعود إلى فترة الاستعمار، حين كان المهدي منفيا في سجن في الجنوب المغربي، وكان يحرسه ضابط فرنسي، فنشأت بينهما علاقة صداقة، ومرة قال الضابط للمهدي: «أنت مغربي يكره فرنسا.. سوف أعرفك على ضابط مغربي يحب فرنسا»، فعرفه على أوفقير للمرة الأولى، ونتيجة لهذه العلاقة التي نشأت بينهما -يقول برادة- اقترح المهدي على محمد الخامس تعيين محمد أوفقير مديرا عاما للأمن الوطني خلفا لمحمد الغزاوي.

هذه المعلومة الأخيرة يقول برادة إنه سمعها شخصيا من عبد الرحيم بوعبيد. وروى برادة أنه شخصيا كان يشعر بأن أوفقير يعد أمرا ما. فعندما كان هاربا في الجزائر، وقع انقلاب نفذه بنبلة سنة 1965، فأتى عنده محمد اليازغي ليخبره بحصول انقلاب، فخرج مسرعا من بيته، معتقدا أن الانقلاب وقع في المغرب، قائلا: «اعتقدت أن أوفقير نفذ انقلابا في المغرب، قبل أن أعرف أن الانقلاب حصل في الجزائر».

يقول برادة إنه يروي كل هذه الوقائع من أجل التاريخ، فهو لا يتهم أحدا، ويعتبر أن بنبركة كان ضحية مؤامرة، ويحرص على أن يقول: «لدي وقائع مؤكدة، لكني لست على يقين»، داعيا اليسار إلى الاعتراف بأنه كانت هناك مؤامرات. ويحكي برادة أنه عندما توفي الحسن الثاني، دعي إلى الحديث في قناة فرنسية، وكان متأثرا، فسأله المذيع: «لماذا أنت متأثر بوفاة ديكتاتور؟»، فرد عليه: «لم يكن الحسن الثاني ديكتاتورا، لكننا سعينا إلى ضربه فضربنا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤامرة وبنبركة وأوفقير المؤامرة وبنبركة وأوفقير



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
المغرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib