العازف المنفرد وقائد الأوركسترا
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

العازف المنفرد وقائد الأوركسترا

المغرب اليوم -

العازف المنفرد وقائد الأوركسترا

غسان شربل
غسان شربل

غداً يذهب الأميركيون إلى صناديق الاقتراع. يكاد الحدث ينافس في إثارته كأس العالم لكرة القدم. العالم بأسره معني بمعرفة اسم الرجل الذي سيتربع على عرش المكتب البيضاوي. ومن حق دول العالم أن تشعر بوطأة الوقت في انتظار النتائج. أميركا ليست بعيدة على رغم المحيطات. تشعر كل دولة أنها متاخمة لأميركا. ربما لأن هذه الدولة العملاقة لا تحضر فقط عبر سفاراتها. تحضر أيضاً عبر أساطيلها والأقمار الصناعية. قادرة على تصوير كل حركة. وقادرة على الاستماع إلى أي همسة. وآلتها العسكرية قادرة على الوصول إلى أبعد الأهداف وإحالتها مجرد ركام ورماد.

منذ شهور وقع العالم في فخ السؤال؛ لمن سيكون البيت الأبيض؟ ومع السؤال دراسات وتكهنات حول معنى بقائه في عهدة دونالد ترمب وثمن انتقاله إلى يد جو بايدن. يريدون معرفة سيد ذلك البيت رغبة منهم في الاطمئنان على بيوتهم الموزّعة في القرية الكونية. وتعرف الدول العاقلة أن أفضل طريقة للتعايش مع الاستحقاقات الأميركية المتعاقبة هي في صيانة البيوت التي تنتظر الانتخابات الأميركية وتتأثر بنتائجها.

إنها أعمال الصيانة الدائمة التي تحتاجها الخرائط كي لا تشيخ وتستيقظ فيها الأمراض القديمة والمستحدثة. والصيانة تبدأ بتمتين الوحدة الوطنية وإغلاق الثقوب التي يمكن أن تتسلل منها الرياح. وهذا يعني الاستماع إلى الناس وفهم مطالبهم ومخاوفهم وتطلعاتهم وتوفير شروط الاستقرار. ولا مبالغة في القول إن الاقتصاد هو المفتاح وإن الازدهار هو حارس الاستقرار. والاقتصاد يعني حسن إدارة الموارد وتنمية القدرات البشرية وتطوير التعليم والإفادة القصوى من التكنولوجيا في إطار خطة وأرقام ومراحل في ظل الشفافية.

قدرتك على التعامل مع سيد البيت الأبيض تبدأ من حسن إدارتك لبيتك. أميركا ليست جمعية خيرية ورئيسها ليس حامل الهدايا. قبل الذهاب إلى المواعيد لا بد من الاستعداد. أن تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك. وأهمية الأوراق التي تمتلك وحجم ما تحتاج إليه وفرص اللقاء مع الولايات المتحدة على جسر المصالح المتبادلة. لغة المصالح هي الأكثر إقناعاً وقدرة على الاستمرار حين تتبدل الأسماء والأمزجة والميول.

في العقود الماضية دفعت المنطقة ثمن وجود القرار في أيدي رجال لا يعرفون العالم ولا يعرفون أميركا. كان صدام حسين مثلاً يجد صعوبة في فهم كيف تشاهد واشنطن الأميركيين رهائن في سفارة بلادهم في طهران من دون أن توجه إلى إيران ضربة مدمرة. وكان يجد صعوبة أيضاً في أن يسقط سيد البيت الأبيض مصاباً بفضيحة فجرتها صحيفة في عاصمته. لهذا السبب قال صدام لمدير مكتبه حامد الجبوري ذات يوم: «أي قرارات تاريخية أو كبرى يمكن أن يتخذها رجل تولى الرئاسة لفوزه بتأييد 51 في المائة من الناخبين؟». كان صدام يقصد أن تكليف القائد الاستثنائي يأتي من التاريخ نفسه لا من الناخبين وأن عليه ألا يقر بوجود معارضين أو ممانعين. كان من الصعب على عازف منفرد مثل صدام، وافد من «البعث» وقساوات التاريخ العراقي، فهم أميركا القوية والضعيفة في آن.

علي عبد الله صالح كان يعتقد أن أميركا تجد صعوبة في فهم تعقيدات منطقتنا. قلت له إن الكلام يتزايد عن الحوادث الأمنية في اليمن فرد أن الوضع في صنعاء أفضل منه في نيويورك. سألته عن فرار سجناء من تنظيم «القاعدة» فتوقع عودة بعضهم إلى السجن لأنهم «على اتصال مع الأمن». قلت إن أميركا لن تقبل بذلك فرد أن أميركا لا تستطيع فهم تعقيدات مجتمعاتنا. وأضاف مازحاً أن أميركا سيدة جميلة وقوية ويستحسن ألا تقع في غرامها كما يستحسن ألا تعاديها. ولاحظ أن أميركا تتغير من السفير إلى الرئيس ثم تعاود الدراسة والانتظار قبل اتخاذ القرار.

معمر القذافي كان ينظر إلى البيت الأبيض من خيمته أو ثكنة باب العزيزية. كان الرؤساء الأميركيون يأتون ويذهبون وقائد «ثورة الفاتح» يكدس الأسلحة السوفياتية ويستقطب المجموعات التي تحاول إضرام النار في الرداء الأميركي. كان يسخر من القادة الغربيين لأنهم يعجزون عن تكريس قاعدة «القصر أو القبر». شعر بالخوف من أميركا حين أظهرت له أن يدها طويلة ويمكن أن تصل إليه في مخبئه في ثكنة باب العزيزية. وأصيب بالذعر من أميركا نفسها حين رأى جيشها يقتلع نظام صدام ثم حين رأى صدام نفسه والحبل يلتف حول عنقه. صدام الذي كان أخطأ في فهم أميركا حين توهّم أنه يستطيع غزو الكويت ومخاطبة واشنطن من موقع قوة أو أن يكون شريكها القوي في الإقليم. حافظ الأسد كان أكثر حذراً. لم يتردد في التحالف مع موسكو لكن من دون التحول وكيلاً سوفياتياً في المنطقة، وحين كان يجلس في الحضن السوفياتي كانت عينه دائماً على إبقاء الباب موارباً مع واشنطن.

نعيش الآن في مرحلة مختلفة. تغيّر العالم وتغيرت أميركا. الشرق الأوسط نفسه يشهد تغييراً واضحاً في الأولويات والاصطفافات. دور ترمب في الشرق الأوسط لم يكن بسيطاً لا في الحرب على «داعش» ولا في مواجهة طموحات إيران النووية ومعاقبة الهجوم الواسع الذي تشنه في الإقليم. دوره على الجبهة العربية - الإسرائيلية لم يكن بسيطاً والتغييرات التي أدخلها على المشهد ليست عابرة على الإطلاق.

إننا في الأمتار الأخيرة من السباق الذي يتمنى كثيرون أن يحسم سريعاً ومن دون انزلاق أميركا إلى الفوضى والمواجهات أو الشلل. المصالح الأميركية هي المرجع في رسم السياسات مهما اختلفت الإدارات. الفارق هو في طريقة فهم هذه المصالح وتشخيص أفضل الطرق لتأمينها. ثمة من يرى أن المؤسسات الأميركية الأساسية، وفي طليعتها الخارجية والدفاع، تعبت من العازف المنفرد الذي يدير شؤون العالم عبر «تويتر» مبتعداً عن أشكال التعاون المتعدد الأطراف. وثمة من يعتقد أن أميركا تحتاج إلى قائد أوركسترا أكثر منها إلى عازف منفرد. أوركسترا تشرك الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي والحلفاء والأصدقاء الآخرين في احتواء الصعود الصيني ومحاربة الإرهاب وقيادة عالم سيخرج من امتحان «كورونا» أكثر فقراً وأكثر قلقاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العازف المنفرد وقائد الأوركسترا العازف المنفرد وقائد الأوركسترا



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib