«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

«تحت سماء دمشق».. كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية؟

المغرب اليوم -

«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

من الأفلام التى أعتقد أنها سوف تحظى بجائزة (الوهر الذهبية) لأفضل فيلم تسجيلى طويل (تحت سماء دمشق)، والتى تعلن مساء الخميس القادم.

شاهدت الفيلم لأول مرة فى مهرجان (برلين) واقتنصه (وهران) وشارك فى إخراجه هبة خالد وعلى وجيه وطلال ديركى، شعرت برغبة فى قراءة أخرى للشريط السينمائى.

الفيلم يلقى ظلالا عميقة على حال سوريا اليوم، من خلال رصد حالة المرأة، وما تعانيه، سترى قطعا البيوت المهدمة والأرواح المقهورة، والدموع التى تذرفها القلوب قبل العيون، وهو ما قدمه الشريط السينمائى بعمق وإبداع، بينما ما لم نره هو كيف تم خداع الرقابة فى سوريا، التى تحول دون تصوير الواقع بأى شكل، وتوافق فقط على السينما التى تستند إلى حبكة درامية، لأنها من الممكن مراجعتها قبل التصوير، كيف تمكن صناع الفيلم من تحقيق ذلك رغم قسوة الرقابة وإصرارها على متابعة كل التفاصيل أثناء التنفيذ؟.. تلك حكاية تستحق التوثيق فى فيلم وثائقى يقدم كيف صنع هذا الفيلم.

لكن قبل أن نسرد الشريط بكل أبعاده يحلو لى، وأنا فى الجزائر، أن أتناول شيئا من المواقف الفنية والثقافية فى تاريخ البلد الشقيق.

الرئيس الأسبق هوارى بومدين فى حياته الكثير من التفاصيل، التى تذكرك مباشرة بالرئيس جمال عبدالناصر، كل منهما لم يكن أول رئيس للجمهورية، لكنه أصبح كذلك، كل منهما كان لديه عشق وطنى وقومى، وأصدر قرارات مصيرية أعادت تشكيل الأمة، تعريب الجزائر بالقانون أتصور أنه العمق الاستراتيجى، الذى قدمه الرئيس الجزائرى الراحل لوطنه، خاصة أن بومدين درس فى الأزهر الشريف فأتقن العربية، وكانت له أيضا إطلالته الفنية، فهو قارئ للأدب.

روى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد الذى كان مسؤولا عن (صوت العرب) أن أول بيان أذاعه بن بيلا عن ثورة الجزائر عام ١٤٥٤ من الإذاعة المصرية، كانت المشكلة هى أن بن بيلا لا يستطيع نطق العربية، فكيف يطالب بتحرير الجزائر من فرنسا وهو يتحدث بالفرنسية؟، وتمت كتابة كلمته بالحروف اللاتينية ليسجلها بن بيلا من الاستوديو بالقاهرة بصوته وتصل للشعب الجزائرى باللغتين، هكذا كانت الإذاعة المصرية فى ذلك الزمن تقف فى المقدمة مع الشعوب فى النضال من أجل التحرر.

من مواقف بومدين عشقه للفن، وكان قد رشح وردة للغناء فى العيد الوطنى للجزائر ١٩٧٢، بينما زوجها جمال القصيرى وكان زميلا لـ بومدين منذ الخمسينيات فى الكفاح الوطنى عارض بشدة عودتها للفن، وبالتالى سفرها للقاهرة، ووجه بومدين لهما الدعوة للإفطار معا فى بيته، وقال له القصيرى إنه لن يقبل أن زوجته وأم طفليه رياض ووداد تعود للغناء، فسألها بومدين هل لاتزال لديك رغبة؟ أجابت بنعم، وهنا طرح الزوج احتجاجا ورقة الطلاق، وخيّرها بومدين فاختارت الغناء، وبعد الحفل الوطنى عاودت مشوارها الغنائى فى مصر وتزوجت من الموسيقار بليغ حمدى مارس ١٩٧٣.

حكاية أخرى كان بطلها أيضا بومدين عن فيلم (زد) إخراج كوستا جافراس، الحائز على أوسكار عام ١٩٧٠، والفيلم مثّل الجزائر فى (أوسكار) أفضل فيلم دولى (أجنبى) غير ناطق بالإنجليزية، الفيلم يحصل على الجنسية- من جنسية جهة الإنتاج - والدولة الجزائرية من خلال المركز السينمائى الجزائرى ممثلة فى المخرج أحمد راشدى كانت هى المنتج، كما أن راشدى ساهم شخصيا بحصة من ماله الخاص فى الإنتاج.

لم يكن طريق الفيلم ممهدا، لاقى صعوبات رقابية لأنه ينتقد الحكم العسكرى فى اليونان فى عقد الستينيات، وزير الثقافة الجزائرى كان يخشى من الإسقاط السياسى على الجزائر فاعترض على إنتاجه، بينما راشدى راهن على الفيلم، وقبل ذلك على سعة أفق هوارى بومدين الذى قرأ السيناريو وتحمس، رغم المحاذير وقال له فى اللقاء المباشر بينهما: طالما أنت موافق فأنا كذلك، وأضاف مداعبا: لو الفيلم فشل سوف يهاجمونك ولو نجح سوف يمدحوننى، وحقق (زد) الأوسكار الوحيد لنا حتى الآن فى العالم العربى.

وبالمناسبة، كان من الممكن أن يصبح الفيلم التسجيلى الطويل (تحت سماء دمشق) هو الثانى حيث إنه وصل للقائمة القصيرة التى يتنافس فيها خمسة أفلام فى مطلع هذا العام، ولم تكن الأولى عربيا، فعلتها موريتانيا ولبنان والجزائر وتونس وفلسطين والمغرب واليمن، بينما نحن نحاول منذ عام ١٩٥٨، ولم نتمكن من الوصول حتى للقائمة الطويلة التى يتنافس عليها ١٥ فيلما.

تمكن فريق العمل من المخرجين الثلاثة فى فيلم (تحت سماء دمشق)، الذين يقيمون خارج سوريا، من خداع الرقابة، تقدموا بعمل دراما اجتماعية عن المرأة ومن خلال مسابقة لاختيار من تصلح للتمثيل بدأ الخيط ووافقت الرقابة، وأصبح المزج بين العالمين التسجيلى والروائى هو مفتاح قراءة الفيلم.

الفيلم يشارك فى إنتاجه أكثر من دولة أوروبية مثل ألمانيا، ورغم أنه لا يحكى أو يحاكى مباشرة عن سوريا بعد الثورة فإنه يلقى لنا بالكثير من الخيوط، وهكذا مثلا نرى ممثلة سورية وجدت نفسها داخل المعتقل لأنها قالت رأيا معارضا لم يكتف النظام بإغلاق الأبواب الفنية أمامها، بل اعتقلوها، كما أن الشريط يفضح التحرش الذى يمارسه ضد النساء عدد من أصحاب النفوذ.. ومن لا تخضع تلقى كل أنواع العذاب من النظام، النساء يجتمعن للتعافى عن طريق البوح والفضفضة المليئة بالمعاناة، ثم تذهب بعضهن إلى بيروت للاستشفاء.

اقترحت على المخرجة هبة خالد، التى صاحبت الفيلم فى (وهران)، أن تكتب سيناريو لفيلم جديد عنوانه (كيف تخدع الرقابة)؟.

أنتظر أن يتوج هذا الفيلم بجائزة (الوهر الذهبى) لأفضل فيلم عربى تسجيلى.. يستحقها وعن جدارة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية «تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib