الثِّقافُ قبل الثقافة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الثِّقافُ قبل الثقافة!

المغرب اليوم -

الثِّقافُ قبل الثقافة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

حتى لا نقع في فخّ اللغة الجافّة والتعريفات الناشفة، فإن الثقافة، باختصار، يمكن تعريفها بأنها: أسلوب الحياة، ومجموع الأفكار والعادات. هناك تفاصيل غزيرة تحت كل كلمة ممّا سبق، لكنّ الغرض من هذه التقدمة، هو الإلماح إلى هذا الخبر، ثم ندع مساحة للتأمل فيه سويّة:

خصّصت الدورة الـ20 «ملتقى النصّ» للنادي الأدبي بمدينة جدّة الساحلية السعودية عنوانَها الأبرز هذا العام لـ«الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة»، بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس النادي.

في هذا الملتقى كانت التوصية الجوهرية هي:

ضرورة اهتمام الأقسام العلمية والمراكز البحثية في الجامعات بدراسة نتائج الأندية الأدبية عموماً ورسم اتجاهاتها المعرفية والنقدية والأدبية.

إلى ذلك: تقديم مشروع ثقافي تكاملي تنهض به الأندية الأدبية والثقافية بالتعاون مع جمعيات معنيّة في المملكة، تُنمّي المواهب الأدبية والثقافية لدى الشباب، بما يحفظ الهوية العربية السعودية ويُعزّز حضورها.

سنحاول بثّ الحرارة في الكلمات السابقة، التي تبدو كأنها صياغة البيانات الصحفية الباردة.

يعني ذلك أخذ الثقافة ومنتجات الثقافة على محمل الجدّ من طرف مؤسسات الدولة، كما من المؤسسات غير الربحية، والجامعات وغيرها من الجهات التي بمقدورها تمويل واحتضان ودعم الحركة الثقافية.

الثقافة ليست -فقط- نصّاً من الشعر الحرّ، ليست مجرد غاليري فنّي، ليست حتى المظاهر المادّية للثقافة كالطعام والعمارة والأزياء.

ما ذُكر، هو «من» الثقافة، وليس «كل» الثقافة.

الفكر هو من الثقافة، بل هو روحها وعقلها، والفكر معنيٌّ بتقليب التربة المجتمعية، وفحص الشيفرات المكوِّنة للذات: مَن نحن؟ من أين أتينا؟ ما الحمض النووي لثقافتنا التي تميّزنا عن سوانا...؟ أسئلة العروبة والدين والعالمية.

هذه الأسئلة يجيب عنها الباحثون والدارسون في العلوم الإنسانية المحضة، كعلم الاجتماع والتاريخ والفلسفة والأنثروبولوجيا وأخوات هذه العلوم.

جاء في «لسان العرب»:

الثِّقافُ: ما تُسوَّى به الرِّماحُ؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم في معلّقته:

إذا عضَّ الثِّقافُ بها اشْمَأَزَّتْ

تشُجُّ قَفا الـمُثَقِّفِ والجَبِينا

وتثْقِيفُها: تسوِيَتُها.

كما جاء في «المعجم الوسيط»: ثقف الشَّيْء أقامَ المعوجّ مِنهُ وسوّاه.

والْإِنْسَان: أدّبه وهذّبه وعلّمه.

تأسيساً على هذه الأرضية المعجمية اللغوية، فمن دون هذا «المِهماز» الثقافي أو أداة «الثِّقاف» لن تستقيم رماح المعرفة التي تشجّ ستار الجهل، وتثقب جدران الظلام لتنسال منها تيارات الضوء.

الثقافة التي تَنادى أدباء النادي الجدّاوي للحفاظ عليها وتنميتها في عصر الخِفّة الجارفة بالسوشيال ميديا، ومن يرون الدنيا بنظّارات السوشيال ميديا، بذريعة العصرنة والتمدرن (من مودرن!)...

هذه الثقافة الشاملة غير الجزئية، هي التي تكفل صناعة العقل الوافر، والعقل الوافر هو أعظم حصانة من الدعايات الجوفاء، وأخصب أرض لإنبات الجديد من الإبداع كل حين وآن.

الثقافة ضرورة وليست ترفاً، أو حديثاً فارغاً، بهذا المعنى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثِّقافُ قبل الثقافة الثِّقافُ قبل الثقافة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib