قبل «الطوفان» وبعده
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

قبل «الطوفان»... وبعده

المغرب اليوم -

قبل «الطوفان» وبعده

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

قال مُحدِّثي: كل شيء تغير، أعني كل شيء بالفعل، وليس من قبيل بلاغة الإنشاء، أو مبالغة التهويل غير المبني على وقائع. أجبتُ: بالطبع، إنما هذا إحساس يساور الناس أجمعين؛ بل بعيداً من المبالغة، كما تقول. الأرجح أن أحداً لن يختلف مع تقييم كهذا؛ لأن الهجوم المُعْطى اسم «طوفان الأقصى»، غيَّر معظم الذي ساد قبله. قاطعني: نعم؛ لكنني لم أعنِ المشهد العام وحده، إنما أقصد الذات أيضاً، بصريح القول، يضيف جازماً: أنا لم أعد أنا، من الآن فصاعداً لن أقدِّم أحداً على نفسي، أمَا قالوا من قبل في الأمثال: «يا روح ما بعدك روح»؟ بلى، أجبتُ من جهتي، فقاطع قائلاً: وهكذا أصبح الحال عندي اليوم... نفسي أولاً، والنفس التي أعنيها هي تحديداً «كوميونِتي» المحدودة جداً، أطفالي وأمهم، رفيقة دربي حتى نهاية المشوار، تليهم الدائرة الأوسع التي تشمل عائلتي، أصل المنبع، هؤلاء يكفونني، بكل جِدٍّ، كفى يا صاحبي.

حصل هذا الحديث خلال الأسبوع الثاني لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع ملاحظة أن الحوار لم يجرِ كما ورد أعلاه نصاً، لذا تجنبتُ تضمينه بين أقواس توثق أنه «كوتيشِن». أما المتحدث معي فهو شاب من قطاع غزة، وهو أب في مطلع أربعينات العمر، يعمل في مركز مرموق مع مؤسسة اتصالات عالمية، تضم زملاء له وزميلات ينتمون إلى جنسيات عدة. وفق تقديري -وقد أصيب أو أخطئ- ربما يجوز اعتبار نزق «الأنا» الذي اكتست به عبارات الشاب، حالة تستوجب اهتمام مراكز البحث والدراسات والتوثيق التي سوف تُعنى برصد تأثيرات ذلك الحدث الزلزال، على مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، أولاً، في الوطن، وفي الشتات، ثم على الواقع العربي، ثانياً، وعلى صعيد عالمي، ثالثاً، وبالتالي ارتداداته المتواصلة حتى اليوم، بعد 4 أشهر على وقوعه، والمرشحة لأن تتواصل، وأن تتسع دوائرها أكثر.

واضح تماماً أن حالة اليأس، ومن ثم التحلل من أي التزام بتفاعل مع العمل العام، كما بدت في نبرة حديث الشاب الغزاوي، وتحديداً من حيث عدم إبداء أي اهتمام، بأي شأن، خارج النطاق العائلي، تبقى حالة فردية جداً؛ لكنها حتى ضمن هذا المقياس تصلح للدراسة باعتبارها «CASE STUDY»، والأرجح أن توجد مثيلات لها داخل فلسطين، وفي الشتات، مع أنها لا تعكس المزاج الشعبي الأوسع؛ بل هي تتناقض تماماً مع الجاري على أرض قطاع غزة خصوصاً، وفي الأرض الفلسطينية عموماً، سواء على صعيد صمود الناس وصبرهم على ويلات مآسٍ تقاسمهم الأنفاس التي في صدورهم، منذ أكثر من مائة وعشرين يوماً، من نزوح وجوع وخوف، أو على الصعيد المُقاوم أيضاً لوحشية قوات الحرب الإسرائيلية.

الشاب المعني نفسه، لم يتردد في الرد على تحدٍّ من جانبي، حين قلت إنني أشك في أنه يقصد فك كل ارتباط مع الوطن، فسارع مؤكداً أن: كلا، إطلاقاً، فارتباطي بفلسطين انتماء يجري في العروق، إنما لن يخضع بالضرورة لأي شروط تمليها على الناس هذه الحركة، أو ذلك الحزب.

ذلك استنتاج عاقل، كما أعتقد، وهو يؤكد، من جديد، كم من الضروري البحث في تغيرات الواقع الفلسطيني، بين ما كان قبل السابع من أكتوبر 2023، وما استجد من بعده. بالطبع؛ بل عِلمياً، قطاع غزة يجب أن يُعطى أولوية عند دراسة تأثيرات الحدث في المجالات كافة؛ لكن انعكاسات ما جرى، ولا يزال يجري، تنسحب على مجمل الفلسطينيين، في الوطن وفي الشتات، مواطنين وقيادات وفصائل. تُرى، هل يُدَوِّن التاريخ أن ما قبل «طوفان الأقصى» وما بعده، زمنان يفصل بينهما برزخ؛ لكنهما قد يلتقيان ذات لحظة، لم تزل في عِلم الغيب حتى الآن؟ ربما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل «الطوفان» وبعده قبل «الطوفان» وبعده



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib