كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

المغرب اليوم -

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل

عثمان ميرغني
بقلم : عثمان ميرغني

جائحة «كورونا» أحدثت الكثير من التحولات في سلوكياتنا ونمط حياتنا، لعل أهمها سيكون في ثقافة العمل. فقد أدى إغلاق العديد من المكاتب وأماكن العمل المختلفة لفترات طويلة إلى بدء حقبة جديدة من العمل عن بُعد لملايين الموظفين، وأحدث ذلك تغييراً في علاقة الكثيرين بمكاتبهم، وهو أمر قد يقود لتحول كبير في الطريقة التي تعمل بها شريحة كبيرة من القوى العاملة في المستقبل.
كثيرون ممن جربوا العمل من المنازل لأول مرة خلال فترة قيود الجائحة، لا يريدون الآن العودة إلى نظام العمل القديم من المكاتب، ويفضّلون الأسلوب الجديد أو على الأقل نمطاً من «العمل الهجين» الذي يقلل أيام الدوام في المكاتب ويسمح بأيام من العمل عن بُعد، بمعنى تقسيم أيام الأسبوع بين العمل من المنازل والعمل في المكاتب. هذا الأمر أكدته العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي التي أُجريت خلال العامين الماضيين لعل آخرها الدراسة التي أجرتها جامعة ساوثهامبتون البريطانية بتمويل حكومي ونشرت نتائجها الشهر الماضي. فقد أوضحت أن جائحة «كورونا» أحدثت تحولاً دائماً في ثقافة العمل بين البريطانيين، بحيث إن كثيرين من الموظفين لم يعودوا يرغبون في التوجه إلى المكاتب كل يوم، بعد أن جرّبوا العمل من المنازل وتمتعوا بمزاياه. وقالت الدراسة: «لا يعتقد هؤلاء ولا مديروهم أن هذه طريقة فعّالة للعمل، ويريدون الاحتفاظ ببعض المكاسب التي تحققت خلال العامين الماضيين»، وخلصت إلى أن هناك دروساً حيوية يمكن استخلاصها من تجربة العمل من المنازل، وأن هناك توجهاً نحو «العمل الهجين».
في الولايات المتحدة أيضاً أظهرت الاستطلاعات أن أكثر من نصف العاملين الذين جربوا العمل من منازلهم إبان الجائحة يقولون اليوم إنه إذا كان لديهم الخيار، فإنهم يرغبون في الاستمرار في العمل من المنزل بشكل دائم، أو على الأقل معظم أيام السنة. وذكر 54 في المائة ممن شاركوا في استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» إنهم مستعدون لترك وظائفهم الحالية من أجل وظيفة تسمح لهم بالعمل عن بُعد.
التطورات التكنولوجية وثورة الاتصالات جعلتا العمل عن بُعد ممكناً، لكن قبل الجائحة كانت هناك نسبة قليلة جداً من الناس الذين يعملون من منازلهم، وكانت الثقافة السائدة هي العمل من المكاتب. ففي دراسة أجراها مركز بيو الأميركي للأبحاث في ذروة الجائحة، تبين أن معظم الذين جرّبوا العمل من المنازل يودون الاستمرار على هذا النمط. وقال معظم المشاركين في المسح الذي قام به المركز إنهم نادراً ما كانوا يعملون عن بُعد أو لم يعملوا قط عن بُعد قبل الجائحة. 20 في المائة فقط عملوا من المنزل طوال الوقت أو معظمه قبل الجائحة. الآن، يقوم 71 في المائة ممن شملهم المسح بعملهم من المنزل طوال الوقت أو معظمه. ويقول أكثر من نصفهم إنهم يريدون الاستمرار في العمل من المنزل حتى بعد الوباء لو وجدوا الفرصة.
هؤلاء لمسوا مزايا كثيرة للعمل من المنازل، منها الراحة النفسية وتقليل ضغوط وتكاليف السفر يومياً من وإلى أماكن العمل، كما أن عدم الاضطرار للتنقل اليومي يوفر للشخص ساعات من الزمن للقيام بأشياء أخرى. وبالنسبة للشركات هناك توفير في تكلفة الإنتاج وفواتير الكهرباء وإيجار أو شراء مساحات هائلة من المكاتب. أضف إلى ذلك أن العمل عن بُعد فيه فوائد للبيئة لأنه يقلل الحاجة إلى التنقل بوسائل المواصلات الخاصة والعامة، ويوفّر كذلك استخدام الكهرباء في المكاتب.
كانت هناك مخاوف من أن العمل من المنازل يمكن أن يقلل الإنتاجية ويحدث شيئاً من التسيب الإداري، لكن دراسات متتالية نشرت خلال العامين الماضيين قللت من هذه المخاوف. فقد وجد بحث أجراه أساتذة في كلية هارفارد للأعمال أن السماح للموظفين بالعمل من أي مكان يرغبون فيه أدى إلى زيادة الإنتاج بنسبة 4.4 في المائة، بينما وجدت دراسة أخرى أجرتها مجموعة في جامعة ستانفورد الأميركية أن التحول إلى العمل عن بُعد أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 5 في المائة. هذا الرأي اتفقت معه أيضاً دراسة جامعة ساوثهامبتون البريطانية التي أشارت إلى أن «إنتاجية الموظفين ورفاهيتهم تكونان أفضل عندما تتطابقان بشكل وثيق مع تفضيلات عملهم»، وفقاً للبروفسور ستيفن بيفن المشارك في الدراسة.
هذا لا يعني أن العمل من المنازل ليست له تحدياته. فالموظف إذا كان لديه أطفال صغار فإنه قد يواجه إزعاجاً أو تدخلات في لحظات حرجة. كذلك برز التركيز والتحفيز كمشكلة بين الموظفين صغار السن، بحسب ما أوضحته بعض الدراسات، في حين أن غالبية كبار السن لم يواجهوا مشكلة تركيز في بيئة العمل من المنزل. في المسح الذي نشره مركز بيو عن العمل عن بُعد قال 38 في المائة من الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً إنهم واجهوا مشكلة في التركيز والتحفيز في العمل من المنزل، مقارنة بـ18 في المائة من الموظفين فوق سن الـ50.
كثير من المعلمين الذين قاموا بالتعليم عن بُعد خلال فترة إغلاق المدارس بسبب الجائحة قالوا إنهم واجهوا مشكلة تركيز طلابهم في أثناء الدروس عن بُعد. في كثير من الأحيان كان الطلاب ينشغلون في أثناء الدرس بالرد على رسائلهم الخاصة في هواتفهم الجوالة، أو بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك فإن الرأي الغالب في الأوساط التعليمية هو أن الطلاب يحتاجون إلى البيئة المدرسية، وأن التعليم عن بُعد لا يمكن أن يحل محل التعليم في المدارس، إلا في حالات الضرورة القصوى مثلما حدث في أوج موجة جائحة «كورونا». فالمدارس توفّر للطلاب المناخ التعليمي والاجتماعي الأنسب لما يحتاجون إليه في طور نموهم وما يحتاجون إلى اكتسابه من مهارات في التواصل وتكوين العلاقات الاجتماعية، بالإضافة بالطبع إلى توفير بيئة التركيز والتحفيز.
في أي حال ليس كل الوظائف والأعمال تتيح العمل عن بُعد، فهناك وظائف تتطلب وجود الشخص في الموقع سواء كان ذلك في المكتب أو المصنع أو المستشفى أو المطار.
لكن حتى بالنسبة لتلك الوظائف التي تسمح بالعمل عن بُعد، فإن كثيراً من الخبراء يرون أن التجربة تحتاج إلى المزيد من الدراسات، والتعديل والمرونة في التطبيق بحيث توفق بين احتياجات العمل ورفاهية الموظفين. فمثلما أن هناك فوائد للعمل عن بُعد، فإن هناك فوائد أيضاً لتقسيم العمل بحيث يداوم العاملون في المكاتب عدداً من الأيام لبناء العلاقات، والتعلم من الآخرين، والحفاظ على التناغم وروح الفريق والحوار الإيجابي بين العاملين.
رب ضارة نافعة، ومن قلب الجائحة قد تأتي تطورات إيجابية في سوق وأنماط العمل تحقق مكاسب لكل الأطراف، والعمل الهجين قد يكون هو طريق المستقبل.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib