بقلم - زاهي حواس
اتصل بي الكاتب السياسي المتميز والإعلامي السعودي المعروف طارق الحميد لكي أحل ضيفاً على البرنامج الشهير المعروف باسم «مع القصة» وذلك على محطة MBC. وسافرت إلى الرياض وعندما وصلت إلى هذه المدينة الجميلة شعرت بأن هناك حالة جديدة تحدث في المدينة سواء ثقافياً أو معمارياً. وأهم شيء هو الإحساس بأنك في بلدك الثاني. وبالفعل قمت بالتسجيل في البرنامج. وكان لقاءً ممتعاً مع محاور عبقري وهو طارق الحميد... لا يقاطع، يعطي كل المساحة للضيف لاستكمال الفكرة! ومن خلال أربع محطات في حياتي سجلنا 45 دقيقة مرَّت كأنها ثوانٍ. وبعد التسجيل رتّب الدكتور جاسر الحربش زيارة لي إلى ملتقى العمارة التقليدية في حي طريف التاريخي بالدرعية، وكان بصحبتي الأستاذ سعود المقبل والدكتور عجب العتيبي من هيئة التراث. وصلنا إلى الدرعية وكان في استقبالنا الشاب معاذ العوفي، وهناك شاهدت الملتقى الذي استمر حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تحت شعار «العمارة النجدية التقليدية».
أصبحت الدرعية الآن درة ساطعة في سماء الرياض، بها أماكن رائعة يرتادها المواطنون من كل مكان، وهناك الأماكن التاريخية والفنادق التاريخية ومشروع الصوت والضوء الذي يحكي تاريخ الدرعية على مر العصور. إن ما يحدث في الدرعية من تطور وتنسيق وترميم وإدارة موقع إثري يجب أن يُدرَّس في الجامعات العالمية المهتمة بعمارة التراث، وبخاصة لأن أعمال الترميم التي جرت خلال السنوات الماضية بدأت بخطة علمية مدروسة جعلت كل مكان في المدينة القديمة يحكي قصته، والأعمال لم تغيِّر من ماهية المكان. وتبرز أهمية الدرعية التاريخية من كونها، وتحديداً حي طريف، أحد المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونيسكو.
وقد يعتقد البعض أن مثل هذه الأمور –أي وضع الآثار على قائمة التراث العالمي- بالأمر السهل! لقد حضرت مؤتمر التراث العالمي بالبرازيل، وشاهدت المجهود الفني الذي تقوم به الدول في سبيل تسجيل المواقع الأثرية، وقد نجحت المملكة في عمل البرنامج المكتوب والمصور الذي عُرض على اللجنة الدولية، ووُضع هذا الموقع الذي يفخر به كل سعودي، ضمن التراث العالمي.