إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

إصلاح مجلس الأمن... ضروري وأكثر من صعب

المغرب اليوم -

إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي*

شهدت الدورة الحالية (الدورة 78) للجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة من طرف الكثير من رؤساء الوفود المشاركة، ومن اتجاهات وأقاليم مختلفة للعمل على تطوير، وبشكل خاص توسيع عضوية مجلس الأمن ليعكس الواقع الدولي الجديد: نظام ما بعد «بعد الحرب الباردة» الذي هو في طور التشكيل، وهو نظام يشهد صعود قوى دولية وإقليمية جديدة، وتبلوُر أطر تعاون دولي جديدة أو مجددة تعكس عملية توزيع القوى على المستوى الدولي إلى جانب التغير الحاصل في أنماط الصراعات، وبروز تحالفات وخلافات «بالقطعة». ذلك كله يستدعي إصلاح مجلس الأمن (توسيع التمثيل والنظر في آليات صنع القرار)، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكنه ضروري من أجل تعزيز فاعلية دوره، وهو دور متراجع مقارنة بالمخاطر والتحديات القائمة والمقبلة.

وللتذكير، فإن المرة الوحيدة منذ إنشاء الأمم المتحدة التي جرى فيها توسيع مجلس الأمن كانت في عام 1965 (من 11 إلى 15) في خضم فترة ولادة سريعة وكبيرة لدول مستقلة مع نهاية الاستعمار، وضغوطات دول عدم الانحياز بشكل خاص في اتجاه التوسيع دون المسّ بعدد الأعضاء الدائمين الخمسة أصحاب حق «النقض». وبنهاية الحرب الباردة مع سقوط الاتحاد السوفياتي دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء مجموعة عمل مفتوحة في نهاية عام 1992 للبحث في إصلاح مجلس الأمن (الذي يعني دائماً التوسيع أساساً مع إصلاحات أخرى).

في السياق نفسه، وللدلالة على الأهمية التي صارت تكتسبها مسألة إصلاح مجلس الأمن، انطلقت «مجموعة الأربع» المكونة من البرازيل، واليابان، والهند وألمانيا للعمل بغية توسيع مجلس الأمن، وحيازة هذه الدول العضوية الدائمة، على أن يضم التوسيع أيضاً أعضاءً آخرين دائمين، وكذلك غير دائمين، وصارت تنشط بعد ذلك في هذا الاتجاه. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008 إلى مفاوضات بين الدول الأعضاء بشأن تحقيق التمثيل العادل من خلال زيادة أعضاء المجلس. مجموعة أخرى من الدول حملت اسم الاتحاد من أجل التوافق، ضمت قوى إقليمية أساسية، في سياق منافس لدول مجموعة الأربع، دعت إلى زيادة الأعضاء غير الدائمين من 10 إلى 15. كما أن الاتحاد الأفريقي الذي يمثل أكبر مجموعة إقليمية دعا إلى منحه مقعدين دائمين وثلاثة أخرى غير دائمة في إطار التوسيع الذي يفترض تحقيقه لمجلس الأمن. وهناك قوى غربية طرحت إنشاء مقاعد غير دائمًة، ولكن لفترة أطول في الزمن من الفترة القائمة حالياً، وطرح آخرون فكرة إنشاء مقاعد دائمة، لكن دون إعطاء أصحابها حق النقض (الفيتو).

أفكار ومقترحات كثيرة على طاولة النقاش، كلها تندرج تحت عنوان قوامه ضرورة إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلاً للنظام الدولي الجديد؛ ما يعزز شرعية دوره بوصفه المسؤول الأول عن الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي فاعلية هذا الدور الأكثر من ضروري في عالم تتشابك وتتداخل فيه الخلافات والنزاعات التي تهدد الأمن الإقليمي في حالات معينة، والأمن الدولي في حالات كثيرة بسبب الترابط والتداخل ولو بدرجات مختلفة بين هذه النزاعات والخلافات.

خلاصة الأمر هي أن الجميع على المستوى الدولي يعتقد ضرورة إصلاح مجلس الأمن، ولكن يختلف في مضامين وأشكال هذا الإصلاح المطلوب... وهو اختلاف يحمل عناوين متعددة كما أشرنا سابقاً، منها ضم أعضاء جدد ومنحهم حق النقض، فهل يحدث توسيع ما يسميه أو يصفه البعض بالسلطة الدولية الفعلية (مجموعة حق النقض)؟ وما الشروط؟ وما كيفية الاتفاق عليها في ما يتعلق بالانضمام إلى هذا «النادي»؟ النادي الذي يوفر لأعضائه ليس فقط الاعتراف بموقعهم المميز على الصعيد الدولي، بل يمدهم أيضاً بقدرة تأثير كبيرة في ما يتعلق بأمهات القضايا الساخنة والاستراتيجية التي يتناولها مجلس الأمن. هل يكون التوسيع فقط من خلال زيادة في عدد الدول التي لا تملك حق النقض، والبعض يقترح تسوية قوامها خلق مقاعد دائمة لدول دون إعطائها حق النقض؟ هل يتم الاتفاق في إطار الإصلاح المطلوب لمجلس الأمن على تحديد شروط ومعايير استعمال حق النقض بغية تنظيم هذا الحق وتقييد إمكانية استعماله؟ ثم أخيراً، وليس آخراً، تظل من المسائل الخلافية مسألة ما إذا حدث الاتفاق على التوسيع في العضوية الدائمة سواء ما يتعلق بحق النقض أو دون هذا الحق كما أشرنا سابقاً، وهذا يتعلق بتحديد من الذي سيمثل كل إقليم في هذا الإطار، ما يبقى موضوعاً خلافياً بين القوى الرئيسية في الإقليم، أو موضوعاً تنافسياً بين القوى المرشحة لهذا الموقع؛ إذ يعزز من وضعها ومكانتها ودورها في الإقليم أمام القوى الإقليمية الأخرى المنافسة لها، والطامعة للدخول إلى هذا «النادي».

خلاصة الأمر هي أنه لا يوازي الحماس والتطلع لإصلاح مجلس الأمن وتوسيعه إلا التنافس القائم والمقبل بين المرشحين المحتملين لآي فئة انتموا، ما يجعل عملية الإصلاح وضرورة إنجازها عملية ليست بالسهلة ودونها الكثير من العوائق، رغم ضرورة إنجاز هذا الإصلاح أياً كانت طبيعته، وذلك خدمة للسلم والأمن الدوليين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib