مفاجآت الصيف
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

مفاجآت الصيف

المغرب اليوم -

مفاجآت الصيف

بقلم - سوسن الأبطح

بين ما تنذر به الهيئات الاقتصادية الدولية من كارثة لبنانية محققة، وما يبشر به وزير السياحة ومنظمو الحفلات والمهرجانات وأصحاب الفنادق من مفاجآت سارة، وموسم صيفي لاهب بالنشاطات والسياح والمداخيل بالمليارات، لا بد من أن تصدّق ما تراه عيناك.

ما يزيد على ثمانين مهرجاناً على مدى شهرين فقط في بلد صغير مثل لبنان، يعني الكثير، إنْ لجهة القدرة على دفع التكاليف أو إمكانية استثمارها. أضف إلى ذلك حفلات «ستاند أب كوميدي» يومية، ومسرحيات غنائية. «كركلا» يعرض من دون انقطاع، في مسرحه في «الأيفوار»، ومسرحية «شيكاغو» ما إن تعلن عن حفلات جديدة حتى تنفد بطاقاتها فوراً. الفنانون هم أنفسهم في دهشة مما يعيشون. من المفترض أن اللبنانيين لا طاقة لهم على دفع تكلفة النقليات التي تقصم الظهر، لكن حفلات المهرجانات التي تتطلب قطع مسافات وتُدفع مواصلاتها بالدولار حصراً، تلقى إقبالاً غير مسبوق، وهي في غالبيتها محجوزة.

حقاً غريب ما يحدث. بمقدور الزائر أو المقيم أن يجد لكل يوم برنامجاً عامراً في لبنان. مجموعات «الهيكينغ» التي تنظم رحلات سيراً على الأقدام في الجبال والوديان، تنشط وتجوب المناطق، منهم من أضاف التخييم والسير فجراً على ضوء القمر، أو مراقبة غروب الشمس من أجمل المرتفعات. ثمة من خطرت له فكرة التسلق والتأمل واليوغا معاً. أنشطة لكل الأذواق والأعمار، ساعد على رواجها وسائل التواصل التي أتاحت للشبان أن يعلنوا عن برامجهم، ويوصلوا أخبارهم وفيديواتهم المغرية بالتجوال في الطبيعة الخلابة، إلى حيث أرادوا وبالمجان.

لبنان تاريخه مشحون بالأحداث، وكلها تعني الزائر وتؤجج مشاعره. في طرابلس ابتكرت جمعية «مارش» نوعاً جديداً وغريباً من الجولات السياحية، تقود الزائر إلى خطوط التماس بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، التي شهدت في السنوات العشر الأخيرة ما لا يقل عن 19 جولة حربية انتهت بمصالحة بين الإخوة، كللتها هذه الجمعية بمسرحية وأعمال فنية، وها هي تحول الحرب إلى مصدر رزق للمقاتلين القدامى الذين يقودون الجولات السياحية، بدءاً من مقهى المصالحة بين المنطقتين، مروراً بالممرات الضيقة والأزقة التي شهدت أعتى المعارك منذ الحرب الأهلية وحتى سنوات قليلة خلت.

«جولة الحب والحرب» كما أطلقت عليها جمعية «مارش» هي فكرة جهنمية، تريك كيف يمكن لأعداء أمس أن يصبحوا قادة لتغيير مجتمعاتهم وتوجيهها صوب السلام والتسامح بين الطوائف المتجاورة. الحاجة أم الاختراع، والانهيار الاقتصادي الرهيب كان يشبه السقوط المفاجئ من قمة شاهقة إلى قعر وادٍ سحيق، استفاق بعدها اللبنانيون، ولحسن الحظ أنهم تنبهوا سريعاً، مدركين أن لا دولة لهم تنقذهم، ولا مسؤولين ينبرون لإنصافهم، ولم يجدوا أمامهم سوى الهجرة أو تدبر أمر رزقهم في بلادهم، فانقسموا بين هذا وذاك.

في الصيف يجتمع شمل المهاجرين والمقيمين والحيوية تعلو نبرتها، لكن المقاهي والمطاعم منذ شهور بدأت تفتح بالآلاف. الحركة عفية، والزبائن يستهلكون ويصرفون، رغم أن الأسعار بالدولار، فيما غابت الليرة، وخفت الانهيار وباتت نتائجه حكراً على موظفي القطاع العام، فيما الأسعار تناطح الجبال، ولا من يسأل.

هذا ولم نتحدث بعدُ عن الحفلات الغنائية للفنانين المصريين التي هبّت على محبي الترفيه كالماء الزلال فاجتذبت حفلة تامر حسني أمواجاً من البشر، وتمكن عمرو دياب من أن يتدلل ويطلب 750 ألف دولار يحصل عليها مع حبة مسك، ومن يكون له الأسبقية في الحصول على التذاكر يبيعها بآلاف الدولارات في السوق السوداء.

هذا لا يعني أن كل اللبنانيين بمقدورهم حضور دياب أو حسني، ولكن ديناميكية مذهلة تحرك مجتمعاً، ليس مفهوماً وفق أي منطق اقتصادي يسير.

فلا الإصلاحات التي طلبتها الهيئات الدولية من الحكومة أنجزت، ولا البنوك عن أرصدة المواطنين التي أكلتها أفرجت، ولا الكهرباء أصلحت، أو المواصلات العامة أنجزت. كل ذهب يحاول إنقاذ نفسه بابتكار فكرة جديدة تؤمّن عملاً مربحاً، لاقاهم المغتربون بمساعداتهم المالية السخية التي سمحت لثلاث سنوات من القحط الشديد أن تعبر بأقل الخسائر الممكنة.

يخبرنا وزير السياحة أن حملته الصيفية العام الماضي التي أطلق عليها «أهلا بهالطلة» أدخلت إلى لبنان ما يزيد على ستة مليارات دولار، وهو مبلغ مهول. هذه السنة، ينتظر لبنان مليوني سائح بزيادة 20 إلى 30 في المائة عن العام الفائت، فكم ستكون مداخيل «أهلاً بهالطلة أهلاً» شعار وزارة السياحة للعام الحالي؟ بخاصة أن هذا العدد من القادمين هو أكبر من الذين استقبلهم لبنان قبل عام 2018 أي قبل الانهيار والوباء. ثلث هؤلاء السياح من العرب والأجانب؛ ما يعني أن الخارج لم تعد لديه النظرة السلبية التي كانت تمنعه من المجيء، أضف إلى هؤلاء مغتربي المهاجر من أصول لبنانية في أميركا اللاتينية مثل البرازيل، الذين يعودون لزيارة أرض الأجداد بأعداد لافتة، وهذه ظاهرة جديدة.

صيفُ لبنان يتحدّى البطالة، ويعاند التشاؤم والأرقام الأممية. القطاعات الخدماتية متعطشة لموظفين، وكفاءات كثيرة هاجرت، وأخرى تعود مستفيدة من الفرصة. الحركة لا تهدأ في مطار بيروت، والملاهي والفنادق والمسارح.

لا أحد يعلم ما هو مدخول الفنون والثقافة وهذه الفورة الشبابية في ابتكار الأعمال التي تتناسب جميعها ودور لبنان المصرّ على دوره الفني والجمالي، وهو مقتنع بأن هذا ما أُعطي له، وعليه أن يستفيد منه.

نصدق وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري حين يقول: «إن الدخل القومي الأعلى في لبنان هو كل ما له علاقة بالفن والثقافة والهندسة والكتب والسينما. فثروة لبنان هي الناس والعقل والطموح والحلم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجآت الصيف مفاجآت الصيف



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib