سنتان لإنقاذ العالم
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

سنتان لإنقاذ العالم

المغرب اليوم -

سنتان لإنقاذ العالم

سوسن الأبطح
بقلم :سوسن الأبطح

 

اجتمع مسؤولون بريطانيون وأميركيون في الأسابيع الماضية في السويد، من أجل صياغة ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي. ويحاول الاتحاد الأوروبي، من جانبه، وضع قوانين لاجمة، تضبط التعاطي مع هذا «البعبع» الذي بدأ التحذير منه يتصاعد، لأنَّ الآلة قد تصبح أذكى من الإنسان، في وقت قريب جداً، ويفقد البشر سلطتهم عليها وتتمكَّن من افتراسهم بطرق مختلفة.

هذه السيناريوهات المخيفة شاهدناها قبلاً في أفلام هوليوودية كثيرة، حتى لتظن أنَّها كانت هاجساً عند صنّاع السينما، وكتّاب روايات الخيال العلمي. من فيلم «ميتروبوليس» الصامت، الذي أنتجته ألمانيا عام 1927، مروراً بأفلام غزو الفضاء، و«ماتريكس»، وما تبعها، ها هي النبوءة السوداء تتحول إلى حقيقة. وحذر مستشار رئيس الوزراء البريطاني مات كليفورد، من الكارثة المقبلة بالقول: «أمامنا سنتان فقط لإنقاذ العالم من خطر الذكاء الاصطناعي، فهو تهديد وجودي لأنه قد يتمكن من قتل الكثير من البشر». وكليفورد ليس وحده من يخشى أن يتمكن التطور الذاتي للآلات من توليد الأمراض الجرثومية، وتطوير أسلحة مستقلة كالقنابل القذرة، أو شن هجمات إلكترونية يصعب السيطرة عليها.

الهلع يسود مهناً ليست بالقليلة، منها السينما والتصوير الفوتوغرافي والتصميم والرسم والهندسة، والطب والإعلام، وحتى كتّاب الروايات والشعراء باتوا يتساءلون إن كان لا يزال لوجودهم من مبرر. وهل ستبقى الآلة مساعدة لهم أم ستحل مكانهم كلياً في أعمالهم وأرزاقهم. بحكم المؤكد أن كل عمل يمكن كتابة خوارزميات له، بحيث تستطيع التطبيقات تنفيذه نيابة عن الإنسان، سيصبح آلياً، ومنها بعض المهمات الطبية والمخبرية. وبدأت إحدى شركات التأمين تدريب روبوتات للرد على مكالمات الزبائن الهاتفية، على اعتبار أنها أجهزة تتميز عن الموظفين بأنها تقوم بالعمل 24 ساعة، وعلى مدار أيام السنة، فلا تتعب ولا تمرض. ومؤخراً لجأت إذاعة سويسرية إلى تسيير برامجها والربط بينها بالاستعانة بالروبوتات، وذهل المذيعون وهم يسمعون أصواتهم بنبرتها المعهودة، وهي تقول أشياء لم ينطقوا بها، ومعلومات لم يتفوهوا بمثلها. وهذا كله يزيد من المخاوف ويعمّق التوجس، خاصة حين نعرف أن تطور الذكاء الاصطناعي، يسير أسرع بكثير مما كان يتوقعه أكثر المتشائمين، وهو ما يتسبب بالصدمة لعمالقة التكنولوجيا أنفسهم، مثل إيلون ماسك ورئيس شركة «أوبن آي» صامويل ألتمان، وتحذيرهم من المخاطر القادمة. وهم يتساءلون إن كان البشر سيملكون السيطرة على ما تصنعه أيديهم؟ وكيف لنا والتغيرات تجتاحنا بهذه السرعة، أن نفرق بين الحقيقي والوهمي، والصدق من الزيف؟ وهو ما قد يضرب في الصميم صدقية الحملات الانتخابية مثلاً، ويصيب في مقتل أهم أدوات الديمقراطية، التي ستجد نفسها تتعرض لهجوم، من حيث لم تحتسب.

السؤال المفتاح، هل الذكاء الاصطناعي خير للبشرية أم خراب ينتظرها؟ المتفائلون، إما صغار في السن أو ممن يحسبون الانتصارات من خلال الأرباح التي يمكن أن يجنوها، بفضل الاقتصادات التي ستزدهر. وأظهرت دراسة أوروبية جديدة أن واحداً من أصل كل شابين فرنسيين يرغب في التعلم بواسطة الذكاء الاصطناعي، والغالبية الساحقة من الطلاب تعتقد أن الاعتماد على مزيد من التقنيات، سيحسن من مستوى التعليم، عكس التوقعات المتجهمة. وهو ما أثبتت عكسه النتائج التربوية للدول التي سارعت إلى إحلال الكومبيوترات بدل الكتب. التعليم هو أحد الميادين الأكثر إثارة للمخاوف، بسبب بدء الطلاب فعلياً الاعتماد على الروبوت في الكتابة والبحث والرسم والأرشفة، حتى بات من العسير جداً على الهيئة التعليمية أن تكتشف التلاعب في أي اختبار كتابي، ما لم يخضع الطالب لأسئلة شفهية بعيداً عن أجهزته المساعدة.

البعض يشبه العصر المفصلي الذي نعيشه بلحظة اكتشاف النار التي نقلت البشرية من زمن إلى آخر، ولحظة ثانية هي عند دخول الإنسان العصر الصناعي. فهل يبقى البشري، هذه المرة سيداً، متحكماً فيما حوله، كما المرات السالفة، أم يجد نفسه وقد أفلت منه العقال؟

الإغراء الاقتصادي والبهرج الإعلاني يجعلان البعض يغض النظر عن المخاوف، لأن الوعد هو بمئات مليارات الدولارات، للدول السبّاقة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، أكثر من 18 مليارا منها، في السنوات الثلاث المقبلة، لأميركا وحدها، غير أن الكلمة الفصل في هذه الصناعة العبقرية ومنتجاتها ستكون لدول محدودة جداً، على رأسها أميركا والصين. وكل من لا يصنّع ويبرمج، لن تكون له اليد الطولى. التكنولوجيا ليست حيادية. فمن يخترعها ويبرمجها، وينظم لوغاريتماتها، يحمّلها أفكاره ورغباته بل ورؤيته للمستقبل. وبالتالي فالذكاء الاصطناعي وإن بدا نظيفاً، محايداً، يحمل ضمناً رؤية أصحابه التي يصدّرها ويوزعها على العالم، بكل ما تنطوي عليه من فكر وطويّة.

تثير باستمرار قصة غياب النساء عن الصناعات التكنولوجية الكبرى، الاتهامات حولها بالذكورية، ولكن نادراً ما يذكر أن التكنولوجيا لها لون وجنس أيضاً، فهي إما غربية أو آسيوية، وليس لباقي العالم إلا أن يستقبل البرامج الذكية التي لقنت ملايين النصوص المتروكة سائبة على الشبكة الإلكترونية، وكل سائب يعلم السرقة، وهذا نوع من السرقة الحلال.

مهما علت صرخات التحذير، فالذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من يومياتنا، وهو يتعمق ويندسّ تحت جلودنا ويسير في شراييننا. وجلّ ما تحاول أن تفعله الدول التي تعي خطورة المقبلين عليه أن تؤطر استخدامه، وتسن القوانين لمعاقبة المخلّين. وأحد أهم ما تدعو إليه الدول الغربية هو مصارحة المتلقي دائماً عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ليعرف مع من يتعامل، على الأقل.

أما ماذا يفعل الإنسان والحالة هذه في مواجهة قدره، فعليه إن لم يصبح أكثر ذكاء، أن يتأكد من أنه يزداد حكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنتان لإنقاذ العالم سنتان لإنقاذ العالم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib