بقلم : محمد أمين
رموز كبرى لها قيمتها فى العالم تطالب بوقف إطلاق النار على قطاع غزة.. هذه دعوة جديدة من البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، يدعو جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى أقرب وقت ممكن، وقال إنه يصلى من أجل الضحايا، وبرغم المرض فقد عقد مؤتمرًا وظهر من خلال شاشة كبيرة ولم يظهر من النافذة كعادته.. وقال إن انتهاك الهدنة يعنى الموت والدمار والبؤس!
ودعا إلى اتخاذ مسارات شجاعة من أجل السلام، فهل تلقى هذه الدعوة آذانًا صاغية لدى جميع زعماء العالم، وتحديدًا زعماء إسرائيل؟ وناشد بابا الفاتيكان بإطلاق الرهائن على الفور، وفيهم أطفال كثيرون «ليعودوا إلى أهليهم»، على حد قوله، وقال: «دعونا نفكر بالأطفال، بجميع الأطفال المحاصرين فى هذه الحرب، وفى أوكرانيا وفى صراعات أخرى»!
وكان بابا الفاتيكان قد التقى وفدًا فلسطينيًا من قطاع غزة من أهالى ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع، وقال كلمة جامعة شملت الدعوة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية.. ويبدو أنها كانت الجلسة التى سبقت حصول البابا على إجازة مرضية من الإصابة بالتهاب الرئة وضيق التنفس، وأعلن الفاتيكان أن البابا قد يقلص أنشطته خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل الحفاظ على صحته!
ومن أهم ما قاله البابا: «كل إنسان مقدس وثمين فى نظر الله، كفى كفى»، و«يجب أن نتوقف عن الأسلحة، فهى لن تجلب السلام أبدًا»، وقال: «قبل كل شىء يجب احترام حقوق الإنسان فى غزة»!
وهى تعنى إدانة إسرائيل وإن لم يكن بكلمات واضحة، ولكنها مفهومة بالطبع، ولكنها كلمة دبلوماسية مراعاة لمقام البابا.. وأثارت الكلمة البابوية جدلاً كبيرًا، خاصة عندما وصف ما يحدث فى غزة بأنه إبادة جماعية، وقال المتحدث باسم الفاتيكان إنه ليس على علم بهذه التصريحات!
ويدهشنى فى هذه الأزمة أن الأشقاء الفلسطينيين تعاملوا بمهارة مع العالم على كافة الأصعدة.. فقد أجادوا التواصل مع العالم إعلاميًا ودبلوماسيًا.. كما أنهم وصلوا إلى البابا، وأبلغوه برسالتهم وحصلوا منه على تصريحات مهمة للغاية، ودافعوا عن قضيتهم، ليس فقط فى ساحة القتال ولكن بكل الوسائل الحضارية إعلاميًا ودبلوماسيًا!
وأخيرًا، يبقى السؤال: هل تنجح دعوة البابا فى وقف إطلاق النار وإحراز السلام، أم تبقى مجرد دعوة أبوية تمر مثل غيرها من الدعوات؟!.