ثقافة اللقافة
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

ثقافة "اللقافة"!

المغرب اليوم -

ثقافة اللقافة

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

كنت أعتقد أن مصطلح "اللقافة" هو محلي أو خليجي على الأكثر، ثم تبين أنه عربي الأصل والمنبت. واللقافة هي سلوك من يتدخل في ما لا يعنيه، أو يفتي بما لا يعرف، أو يجهر بما لا يهم الناس. المصريون يسمون هذا الشخص باسم "حشري"، والملقوف هو الشخص الذي يقوم بذلك الفعل. وفي القاموس، الملقوف هو الذي يتدخل في ما لا يعنيه أو سريع فهم ما يرمي اليه الآخر من دون تدقيق، وفي الغالب فهماً خاطئاً، ويطلق التعبير أيضاً على الفضولي والحشري الذي يسائل أسئلة شخصية أو خاصة ليس له شأن بها غير تحقيق شهية "اللقافة".

هذا السلوك، ترى صاحبه في الكثير من المجالس، وهو يتدخل في أي نقاش، يعرف عنه أو لا يعرف، ويطرح موضوعات مختلفة على غير سير النقاش الذي يكون دائراً بين الموجودين، كما يعتقد في نفسه أنه "أبو العريف" الذي يأتيك بالأخبار في الغالب، إما بفهمها خطأ أو تخيلها مما يهوى، ولا علاقة لها بالواقع.

هو شخص محب لذاته أو متضخم الذات كما يقول علماء النفس، أو ذو شخصية استعراضية.

في السابق كان هذا النوع من "الملاقيف" محدود التأثير في المجالس الاجتماعية الخاصة، وضرره في الغالب محدود، اذ يصبح هؤلاء معروفين بين من يختلط بهم وفي جماعات مغلقة فلا يؤبه لما يقولون.

اليوم مع وسائل الاتصال المختلفة أصبح ضرر "الملاقيف" بالغ الخطر، وبخاصة على الناس الذين لا يعرفونهم حق المعرفة، اذ يعتقد الجمهور العام أن ما ينقلونه من أخبار أو تحليلات صحيح.

الأمثلة كثيرة، إلا أن الأخطر هو خلط "اللقافة" بالموروث الديني، اذ يظهر لك شخص يقول إن من يمرض ويطلب الدواء يقع في المعصية وربما في ما هو أشد، ويأتيك ببعض نصوص التراث التي تؤكد من وجهة نظرته العوجاء ذاك الأمر، وهي نصوص مختلقة في الغالب أو قيلت في عصر الظلمات. هذا نوع جديد من "الملاقيف" انتشر في وسائل التواصل وصدّقه الناس. نوع آخر يقنعك أن خلط العشبة الفلانية بالأخرى العلانية، يشفي من المرض الفلاني، ويقسم بأغلظ الإيمان أنه جربها شخصياً وشفي من تلك العلة! وهو نفسه الذي يروج لنوع من المشروبات أو أنواع الأكل ويضيف عليها أشكالاً من المغريات وبخاصة التي لها علاقة بالصحة.

في مجموعات التواصل الاجتماعي المقفلة على مجاميع معينة، يظهر لك ذلك "الملقوف" بوضوح، فهو يعلق على كل شاردة وواردة من ما يقول به رفقاؤه في المجموعة ويعارض ما يقوله الآخرون، ويأتيك إحساس بأن ذلك الشخص لا يفارق هاتفه النقال لا في الليل ولا في النهار، بخاصة إن كنت مشتركاً في عدد من المجموعات، فسوف تراه يظهر لك في جميعها وتقريباً في الوقت نفسه.

شجعت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة على انتشار "الملاقيف" فيظهر لك شخص ليقول إنه البارحة حلم بالحلم الفلاني... ويصف لك ذلك الحلم، وبخاصة إن كان قد حلم بمشاهير معروفين، ولا يفكر في لحظة في ماذا يهم المتلقي من حلمه الذي هو في الغالب سخيف.

وإذا اقترن فعل "اللقافة" بالتراث تفرج على كمّ من المدعين الذين يحرمون ويحللون ما طاب لهم أو لم يطب لهم من الأفعال، والتي يصدقها البعض من دون تفكير. وهي في الغالب موضوعات سخيفة ومعطلة للعقل، كمثل هل ندخل المنزل بالرجل اليمنى أو باليسرى، وهل نشرب الماء واقفين أو جالسين! وهل تنفر الملائكة من المنزل الذي فيه كلب، وآخر يحلف بأغلظ الإيمان بأن الداعية فلان تستشيره الجن!!!

أما إذا تزامن "الملقوف" مع الإعلام فحدث ولا حرج، يقول بعضهم "انتقلت عمتي الى رحمة الله..."، ولا يعرف هذا المسكين "الملقوف" أن إعلانه لا يعنيه إلا هو وعائلته، وليس للجمهور العام أي علاقة، أو "قررت اليوم السفر أستودعكم الله"، ومن يهمه سفرك أم بقاؤك؟؟

بعض الجنس الناعم يتفنن في "اللقافة" فتخرج لنا سيدة وقد أقامت حفلاً في منزلها في مناسبة خاصة، تنشره على الملأ مخبرة الآخرين بوقوعه وبنوع ما تلبس وتتأنق به، وتنوع ديكور منزلها الجميل، كل ذلك لا يهم معظم المتلقين، عدا "الملقوفين".

تلك بعض العينات عن "الملاقيف" الجدد في وسائل الاتصال الذين يصدعون الناس بموضوعات خاصة بهم لا تهم احداً إلا ذاتهم المتورمة الأنا. إنها ثقافة "اللقافة" التي تنتشر اليوم ولديّ يقين من أن القارئ لديه أمثلة تفوق ما ذكرت!

نحن أمام عملية تكاد تكون ممنهجة لإشاعة الجهل في مجتمعاتنا، أساسها غياب التعليم المنهجي الناقد، وخطورتها في الشأن الاجتماعي والاقتصادي أقل كثيراً من خطورتها القصوى في السياسة، وعلى الأخص في التراث، فكل ما يحدث حدث يخرج لنا "ملقوف" أو أكثر، ليفسره تفسيراً بعيداً عن حقيقته، والأنكى أن كثيرين يصدقونه.
نحن في عصر "ثقافة اللقافة"!

نقلا عن النهار

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة اللقافة ثقافة اللقافة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib