كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

كارثة ألّا تعرف عدوك: تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية!

المغرب اليوم -

كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

في الغالب، لا يوجد عاقل على وجه الأرض وهو يشاهد هذا الدمار الذي يحدث في غزة من قتل وتدمير ومطاردة وتفشي الأوبئة، إلّا ويتعاطف مع الضحية، ويصف القائم بتلك الأعمال وهو الإسرائيلي بالتوحش واللا إنسانية. ربما العرب على رأس من يشعر بذلك، إلّا أن الحروب تتجاوز العواطف.

ربما أصدق كلمات قالها السيد حسن نصر الله، قالها بعد حرب عام 2006، عندما صرّح في لحظة صدق نادرة "لو كنت أعلم أن هذا الدمار سوف يحلّ بلبنان لما بدأت الحرب"، طبعاً بعد ذلك تحدّث عن "النصر الإلهي"، ولكنه حديث.

هذا يصلنا إلى ما قامت به قيادات "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، مع الاعتراف الكامل بالإحباط الذي يواجهه الفلسطينيون. لكن الإحباط شيء وزجّ النفس والأهل إلى التهلكة شيء آخر. فالعقل يقول إنك لا تحارب العدو بأدوات تعرف أنه يتفوق فيها عليك بمراحل. فغزة معزولة، أي لا يوجد تدفّق أسلحة لها من الخارج، ولم يكن لدى "حماس" طائرات مسيّرة أو حتى مدافع طويلة المدى.

أقرب الاحتمالات أن قيادة "حماس" اعتمدت في حساباتها على ما يُعرف بـ "محور المقاومة"، وأي مطّلع يعرف أنه تجمّع هلامي، يُقصد منه تحقيق أهداف بعض دوله، وليس بينها تحرير فلسطين. لقد عرف الجميع بعد أيام من 7 تشرين الأول (أكتوبر) أن "محور المقاومة" لن يفعل الكثير، بل تنصّل من معرفة التوقيت والطريقة، وترك اللوم كله على قيادة "حماس"، وتلك قصة معروفة. إلّا أن حشد "الأرمادا" العسكرية الأميركية في الأسابيع الأولى من الاشتباك ردعت قوى "محور المقاومة" وتركت الأمر إلى قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني، وإلى قرصنة بحرية في جنوب البحر الأحمر، لإطعام العامة حالة معنوية ليس لها نتيجة ضارّة بالعدو، ولإظهار أن "المحور" يتحرك، على ما حصل بين 7 تشرين الأول (أكتوبر) وحتى يومنا هذا من أحداث أصبحت معروفة.

الافتراضات التي بُنيت عليها فكرة الاشتباك في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، طبعاً بجانب الافتراضات العاطفية، كانت أن يتحرك "محور المقاومة" بجدّية، وهذا لم يحدث... وأن يضغط الرأي العام العربي لطرد الأميركيين من المنطقة، وهذا لم يحدث... وأن تكون الدول العربية محرجة إلى حدّ يدفعها إلى الاشتباك، وهذا لم يحدث.

صحيح أنّ الذي حدث عمّق العداء للإسرائيلي، وأيضاً للأميركي شعبياً، لكن لا أكثر من ذلك. وفي معادلة الحرب والسلام، الشعور ليس مهمّاً أو فاعلاً، إنما المهمّ هو الفعل على الأرض، وما تمّ على الأرض هو أن ترك "محور المقاومة" شعب غزة يفني بالقنابل والأمراض.

هنا، أعود إلى اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، القوة الأكبر في العالم حتى الساعة، بتاريخ طويل ومتشعب، لكن الإشارة إلى كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" للمؤلفين جون مرشيمان وستيفن ولت، يمكن أن تعطينا بعض التفسير.

في هذا الكتاب الذي صدر عن بنغوين، وقيل إنه أكثر كتاب سبّب خلافاً أدبياً لسنوات، يسرد الكاتبان قصة الكتاب نفسه. يقول السرد إن مجلة "أتلانتيك" الشهرية المعروفة، بعد أشهر من أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبعد تصاعد العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كلفتهما أن يكتبا مقالة مطولة حول "اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة". وعلى الرغم من تردّدهما في البداية، إلّا أنهما قبلا بعد مناقشة أهمية أن يُدرس الموضوع بشكل محايد. استمر العمل على المقالة المطولة عامين، وتمّت مراجعة رئيس تحرير "أتلانتيك" لتبادل وجهات النظر. وعند اكتمال النص الذي كان موضوعياً يحمل كل شروط النشر المتبعة، جاءهم اعتذار من الناشر قائلاً إنه لن يستطيع نشر المقال! يقول المؤلفان: "قرّرنا أن نرسل القطعة إلى عدد من المجلات الأميركية لنشرها، فجاءتنا الاعتذارات تباعاً، إما بسبب محتوى المقال، وإما بسبب طوله".

يتابعان: "بعد فترة، اتصل بنا أكاديمي قرأ المقال من خلال صديق له في مكتب تحرير ’أتلانتيك‘، واقترح أن نرسله إلى مجلة ’مراجعات الكتب اللندنية‘ (London Review of Books) المعروفة، فقرّرت الناشرة نشر المقالة بعد 5 سنوات من محاولات النشر الفاشلة في الولايات المتحدة".

الفكرة واضحة. حتى في الولايات المتحدة التي تقول إنها مركز حرّية الفكر، ويحوط التعبير عن حرّية الرأي سياج من القوانين الحامية، لم يستطع كاتبان أميركيان نشر رأيهما الموثق في حالة سياسية معروفة، والسبب هو الضغوط الهائلة من المصالح المتشابكة التي تحوزها الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية في تلك البلاد.

ومن أجل إنهاء القصة، حُوّل المقال بعد نشره إلى كتاب، ونُشر في بريطانيا!! طبعاً، ليس القصد هنا استعراض محتوى الكتاب (484 صفحة مع المراجع وبالقطع المتوسط)، فهو متاح. ورغم ظهوره منذ سنوات، فلم تظهر نسخة عربية منه بسبب تجاهل أو غفلة عربية عن فهم الآخر والعوامل التي تحوط بهذه القضية، والتي يبدو أن معظم اللاعبين فيها هواة، والضحايا من البشر من أهلنا الذين نُزعت صفاتهم الإنسانية بسبب سيطرة كاملة على السياسة والإعلام العالمي. فليس غريباً أن يُستقبل جزّار مثل بنيامين نتنياهو، في عزّ المجازر الحاصلة في غزة، في معقل الديموقراطية "الكونغرس الأميركي"، ويجري التصفيق للعنف المسلح!!

في وسط ذلك، يصيح البسطاء: "أين المجتمع العالمي؟ وأين القانون الدولي؟ وأين الضمير الإنساني؟"، ولا أحد عاقلاً يصيح. فإذا كنت لا تعرف ما في الغار فلا تمدّ يدك، فالمعرفة سيدة البندقية.

نقلا عن "النهار"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib