كيف نجحت تهديدات ماكرون بالعُقوبات في فرضِ رئيسِ وزراءٍ جديد في لبنان وتَشَكُّل الوزارة في غُضون أسبوعين ودون أن يجرؤ أحد على المُعارضة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

كيف نجحت تهديدات ماكرون بالعُقوبات في فرضِ رئيسِ وزراءٍ جديد في لبنان وتَشَكُّل الوزارة في غُضون أسبوعين ودون أن يجرؤ أحد على المُعارضة

المغرب اليوم -

كيف نجحت تهديدات ماكرون بالعُقوبات في فرضِ رئيسِ وزراءٍ جديد في لبنان وتَشَكُّل الوزارة في غُضون أسبوعين ودون أن يجرؤ أحد على المُعارضة

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

تَعكِس وقائع الزّيارة الثانية في غُضون شهر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان مدى حنين مُعظم المسؤولين اللّبنانيين والعرب للمُستعمر الأجنبي، واستِعدادهم للرّضوخ لإملاءاته، والتِزامهم الفوريّ بتطبيقها، وإسقاط كُل الاعتِبارات المُتعلّقة بالسّيادة الوطنيّة.

ماكرون زار لبنان في المرّتين “ككفيلٍ” و”صاحب العمل”، اختار رئيس الوزراء وربّما مُعظم الوزراء أيضًا، وهدّد من يدّعون أنّهم قادة لبنان وأحزابه وطوائفه بأنّه إذا لم تُشَكَّل هذه الوزارة في غُضون أُسبوعين فإنّه سيَفرِض عُقوبات على المُعرقلين للإصلاح مهما علا شأنهم.

جميع الكُتل البرلمانيّة وافقت فورًا، ودون تأخير على اختيار السيّد مصطفى أديب رئيسًا جديدًا للوزراء، وذابت جميع الشّروط التي كانت تُعرقِل تشكيل الحُكومات السّابقة، وبات الجميع يطلب رضا رئيس الوزراء الجديد، لأنّه اختيارٌ فرنسيّ، ويحظى بدعمِ الرئيس ماكرون، والكفاءة تظل عامِلًا ثانويًّا.

ولأنّ مُعظم النّخب السياسيّة اللبنانيّة غارقةٌ في الفساد حتّى أُذنيها، فكان مِن الطّبيعي أن تخشى العُقوبات، لأنّ مِلياراتها ومَلايينها سواءً المُودعة في الخارج، أو التي جرى تهريبها مُؤخّرًا إلى بُنوكٍ سويسريّة وفرنسيّة ستتعرّض للتّجميد وربّما المُصادرة.

***
لبنان كان دائمًا ساحةَ صراعٍ بين القِوى الإقليميّة والدوليّة المُتنافسة على النّفوذ، ولكنّ هذه الزّيارات المُتتالية (الثّالثة ستكون قبل نهاية العام) للرئيس ماكرون تُؤكّد أنّ هذا الصّراع سيتصاعد في الأشهر والسّنوات المُقبلة، ويبدو أنّ الرئيس الفرنسيّ سجّل هدفًا مُهِمًّا في مرمى القِوى الأُخرى المُنافسة، وخاصّةً تركيا وإيران والمملكة العربيّة السعوديّة.

هذا “الإنجاز” الفرنسيّ ما كان يُمكن أن يتَحقّق لولا لقاء الرئيس ماكرون مع السيّد محمد رعد رئيس كُتلة “حزب الله” البرلمانيّة، أُسوةً بالمَسؤولين مِن الطّوائف الأُخرى ممّا يعني رفع الفيتو على الحزب، وإسقاط كُل شُروط ومُطالبات نَزعِ سِلاحه، والتّعاطي معه كجُزءٍ أساسيٍّ في النّسيج السياسيّ والاجتماعيّ اللبنانيّ.

كان لافتًا أنّ الرئيس ماكرون طالب بنظامٍ سياسيٍّ جديد في لبنان، وهذا يعني إلغاء اتّفاق المُحاصصة الطائفيّة في “الطّائف” بطَريقةٍ أو بأُخرى، ولكنّه لم يَكشِف عن طبيعة النّظام البديل”، ولعلّه يتبلور في الكشفِ عن مضمون بُنود خريطة الطّريق التي بَشّرَ بها، وتبدأ بتشكيلِ الحُكومة الجديدة.

مُعظم التوتّرات التي سادت لبنان قبل وصول الرئيس ماكرون، بِما في ذلك الاشتِباكات، والاحتِجاجات، التي أثارت المخاوف بحُدوث فراغٍ سياسيّ، أو حتّى اشتِعال فتيل الحرب الأهليّة، ربّما كانت مقصودةً ومُتعمّدةً لتخويف اللّبنانيين والتّمهيد لتطبيق خريطة الطّريق هذه وفق خطوات مُتدرّجة، والتّلويح بنظريّة الجزرة والعصا لفرضها، الجزرة تتمثّل في المُساعدات الماليّة، والعصا بربطِ هذه المُساعدات بالإصلاح والتّهديد بفرض العُقوبات على رموز القِطاع السّياسي الفاسدة.

ماكرون يأتي إلى لبنان وعينه على مُنافسه الأكبر، أيّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الذي أرسل نائبه فؤاد أقطاي إلى بيروت حامِلًا عُروضًا بإعادة إعمار مرفأ بيروت والمباني المُجاورة له، ووضع ميناء مرسين التركيّ القريب في خدمةِ اللّبنانيين حتّى يتم الانتهاء من ترميم مرفأ العاصمة، والأهم من ذلك عرضًا “ملغومًا” بتجنيس جميع اللّبنانيين من أُصولٍ تركيّة.

الحرب “الباردة” بين أردوغان وماكرون المُشتعلة في شرق المتوسّط، وخاصّةً في ليبيا ومِياه قبرص واليونان حيث الثّروات الغازيّة والنّفطيّة الهائلة، في طريقها للانتقال إلى لبنان، ومن غير المُستبعد أن تتحوّل إلى مُواجهاتٍ عسكريّة في ظِل حالة الاستِقطاب التي تُصَعِّد التوتّر في مِنطقة شرق المتوسّط برمّتها وتنتظر عُود الثّقاب.

الرئيس أردوغان بات جارًا للبنان بحُكم وجود قوّاته في إدلب وشمال سورية، ومثلما نصّب نفسه زعيمًا للطّائفة السنيّة السوريّة، فلماذا لا نَستبعِد السّير على الطّريق نفسه مع نظيرتها في لبنان، وهي الطّائفة التي تخلّت عنها السعوديّة بطَريقةٍ أو بأُخرى، وانشغلت عنها مِصر بأزماتها الاقتصاديّة، وأنهكت الخِلافات والانقِسامات قيادتها السياسيّة.

مولود جاويش أوغلو وزير الخارجيّة التركيّ الذي رافق السيّد أقطاي في زيارته لبيروت، قال عبارةً تُلخِّص حقيقة الصّراع التركيّ الفرنسيّ عِندما قال “حيث يُرفرِف أيّ علم فرنسي، سيكون قُبالته علم تركيّ”، ومِن المُؤكّد أنّ هذه القاعدة تعني أنّ أعلامًا كثيرة تُركيّة وفِرنسيّة ستُرفرِف على الأراضي اللبنانيّة في المرحلةِ المُقبلة.
***
ماكرون يقود هذه الأيّام حملةً شرسةً ضدّ تركيا ويعتبرها العدوّ الأكبر، واتّهم نظيره أردوغان في حديثٍ لمجلّة “باري ماتش” بأنّه ينتهج سياسة توسّعيّة تمزج بين المبادئ القوميّة والإسلاميّة، ولا تتّفق مع المصالح الأوروبيّة، وتُشَكِّل عاملًا مُزعزِعًا للاستِقرار”، وزياراته المكوكيّة المُفاجئة للبنان لا يُمكن النّظر إليها إلا من هذا المِنظار.

السّؤال الذي يطرح نفسه هو عن غِياب صوت المحور الإيراني في هذا الصّراع، فهل هذا الصّمت على ما يجري على السّاحة اللبنانيّة والصّراع الفرنسي التركي على وجه الخُصوص، تكتيكيّ أمْ استراتيجيّ، وفي أيّ خندق سيَقِف هذا المحور في الأيّام المُقبلة.

أهل مكّة أدرى بشِعابها، ولعلّنا نسمع إجابةً عن هذه التّساؤلات في الأيّام والأسابيع المُقبلة نظريًّا أو عمليًّا، فحالة “التّوافق” الحاليّة تَستعصِي على الفهم، وربّما الاستِمرار أيضًا بالنّظر إلى تعقيداتِ السّاحة اللبنانيّة وإرث الصّراعات فيها، وعلى أيّ حال لا نملك غير المُتابعة والانتِظار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نجحت تهديدات ماكرون بالعُقوبات في فرضِ رئيسِ وزراءٍ جديد في لبنان وتَشَكُّل الوزارة في غُضون أسبوعين ودون أن يجرؤ أحد على المُعارضة كيف نجحت تهديدات ماكرون بالعُقوبات في فرضِ رئيسِ وزراءٍ جديد في لبنان وتَشَكُّل الوزارة في غُضون أسبوعين ودون أن يجرؤ أحد على المُعارضة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib