عن نسائنا في عيدهن العالمي
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

عن نسائنا في عيدهن العالمي

المغرب اليوم -

عن نسائنا في عيدهن العالمي

بقلم - عريب الرنتاوي

سنقطع انسياب مقالات نهايات الأسبوع، والتي نسترجع فيها بعضاً من صفحات الماضي، لنحتفي باليوم العالمي للنساء، وأبدأ بالقول إن قدراً هائلاً من النفاق والرياء يلون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وحتى مقالات بعض الكتاب وتصريحات عدد من السياسيين، فما يقال في هذه المناسبة، لا يعكس في العديد من الأحيان، لا من قريب ولا من بعيد، المواقف الحقيقية لمجتمع ذكوري، طافح بذكوريته.
لم نكن نعرف عن يوم المرأة العالمي، برغم خلفيتنا اليسارية التي تساوي بين تحرر المجتمع وتحرر نسائه، وتضع الثاني شرطاً للأول ... وإذ صادف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1977، اعتبار الثامن من آذار من كل عام، عيداً عالمياً للنساء، مع رحلة الخروج إلى لبنان، فقد اقترن العيد في ذهني بالتجربة اللبنانية واليسار اللبناني والحركة النسائية اللبنانية ... من يومها، ونحن نحتفي في كل عام، بهذا العيد.
لقد عرفت شيوعيين ويساريين كثرا طوال فترة «العمل تحت الأرض»، كنت أفهم أن يغلق القائد اليساري أو الشيوعي الباب دون زوجته، خشية أن تراناً وتفضح هويتنا ويتهدد بذلك أمننا وسلامنا الشخصي، ولكنني سأدرك لاحقاً، أن «طبشة الباب» كان المقصود بها، ألا نرى نحن زوجة المسؤول أو اخته أو ابنته، تماماً مثلما تجري عليه الأحوال في مختلف الأسر الأردنية المحافظة.
وأصدقكم القول، أنني وأنا الذي توزعت بين بيئتين فلاحية وبدوية، وقضيت أكثر من عقدين من عمري في مخيم الوحدات، لم أكن أجد أسرنا في تلك الأزمنة، شديدة التزمت والمحافظة، كانت ربما أكثر انفتاحاً من بعض الأسر المدنية - اليسارية ... كنا نجلس سوية رجالا ونساء، ونغني ونرقص في الأعراس، ونتبادل الزيارات من دون هذه القيود الصارمة، التي تجعل المرء يفكر طويلاً قبل أن يمد يده مصافحاً.
لكنني ما زالت أذكر زيارتي لمنزل القائد الشيوعي المرحوم رشيد شقير، وأحسب أن بيته إن لم تخني الذاكرة، كان على مقربة من جبل الحسين أو عرجان، يومها كان الرجل مسؤولاً عن خليتي الحزبية، لأجده منهمكاً في تقطيع الفاصولياء الخضراء، ويحرص على انتزاع «الخيط الجانبي الممتد» بامتداد «القرن»، كان جلياً أن الرجل حديث العهد بالزواج، وأنه متزوج من امرأة عاملة، ترك الأبواب جميعها مشرعة، وقام لإعداد ثلاثة فناجين من القهوة ... كان المشهد ملهماً، فهكذا يكون تعامل «الشيوعيين» مع زوجاتهم وإلا فلا.
لتنقلب الصورة رأساً على عقب لبعض القادة اليساريين الفلسطينيين، فمسؤول الدائرة الإيديولوجية في الجبهة الشعبية، المكلف بالإشراف على تنمية عقول الأجيال المتعاقبة من المناضلين الثوريين، والمناضلات الثوريات، كان يترك زوجته حبيسة المنزل، لا تظهر على أحد تقريباً، ولا نشاط لها يذكر من أي نوع، بما في ذلك حضور دعوات العشاء في منزلي في منطقة المهاجرين في دمشق، التي كنت أقيمها بناء على طلبه، فقد كان مغرماً بـ»الأرضي شوكي» وحبات البطاطا المحشوة باللحم والبصل والصنوبر التي تعدها زوجتي مريم، ويعد الطبق الرئيس من اختصاصها.
كنا نجتمع في مجلة الهدف، صبيحة كل ثامن من آذار، نحضر «الكيك» والعصائر وما تيسر من ورود وبطاقات حمراء، نلقي الكلمات الممجدة لنساء العالم، من ناديا كروبسكايا زوجة لينين، التي لا أثر لها في الفكر والثورة، سوى أنها كانت زوجة الزعيم الشيوعي «الخالد»، إلى أنجيلا ديفيز المناضلة الأمريكية السوداء، التي كانت تقود التظاهرات دفاعاً عن حقوق النساء والعمال، من دون أن نغفل النساء المناضلات من فلسطين وشهيدات الثورة الفلسطينية.
وبعد أن غنى مرسيل خليفة لأجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً لتبكي عليه دمعتين ووردة، ولم تنزو في ثياب الحداد، صرنا نرددها من ورائه كواجب مدرسي، مع أنني شخصياً لم أحب هذه الأغنية، وكنت في قرارة نفسي أفضل عليها أغنية «ست الحبايب» لفايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب، ولكن من كان يجرؤ على البوح بمثل هذا «الانحراف البرجوازي».
وكنا نقرر أن نخصص صفحات واسعة من الهدف، لتمجيد المناسبة، فيطلب إلى القسم الثقافي دراسة صورة المرأة في الرواية الفلسطينية أو في أدب غسان كنفاني، أو الأدب النسوي الفلسطيني، فيما تذهب صفحات السياسة للحديث مطولاً عن قضية المرأة من منظور الفكر الماركسي اللينيني، ودور النساء في الثورة وحركات التحرر من الاستعمار ... على أننا لم نكن ننسى للحظة واحدة، أن نطلب من الرفيقات، الاعتناء بتنظيف مكان الاحتفال و»جلي الصحون والكاسات»، وإعادة المكتب إلى ما كان عليه، لنواصل أشغالنا المعتادة.
وأذكر طرفة ذاع صيتها في حينه، إذ استقبلنا زميلة صحفية في المجلة لأول مرة، وكان الهدف تخصيص عامود على صفحتها الثالثة تحت عنوان «هذا العدد»، يحكي عن أهم ما صادفناه في إعداده ... يومها كتبت مرحباً بالزميلة الجديدة في «أُسرة التحرير»، لم يبق أحد، لم يستبدل «أُسرة» بـ «أسرّة»، ليبقى السؤال الخافت عن أي سرير تتحدثون؟
ومع انتكاسة اليسار وبدء تراجعه وانكماشه، كانت مكانة المرأة لديه، تنكمش وتتراجع، صديقنا «أبو الإيديولوجيا» المغرم بالأرضي شوكي، بات إماماً لمسجد في مخيم نهر البارد، ورفاق كثر اكتشفوا أن الطريق إلى الله والهداية، يبدأ بحجب زوجاتهم وتحجيب نسائهم، لم يعد هناك حاجة لممارسة «التقية» ولا للاحتفاظ بـ»القشرة الإيديولوجية» ... تكشفت ياقاتهم الحمراء عن «بذة الراهب الأرثوذكسي» كما في عبارة للينين ذاته.
وأعجب الآن للعشرات ممن كانوا يتنافحون للحديث والكتابة والتصريح عن حقوق النساء، كيف باتوا متماهين مع مجتمع صار أكثر تشدداً ومحافظة خلال ربع القرن أو الثلاثين عاماً الفائتة ...بل أن بعضهم بات في ذيله، لكأننا حين نتحدث عن تحرر النساء، لا نجد تعارضاً بين هذا المفهوم، وكافة مظاهر الاستلاب المفروضة على نسائنا، والتي تجعل منهن، مجرد «عورات متنقلة».
نساؤنا قبل عشرين أو ثلاثين عاماً كن أفضل حالاً منهن اليوم، المجتمع بعد «موجات  التطرف الوافدة إليه، بات أقل تسامحاً مع نسائه، والحركات الأصولية المتشددة، جعلت من النساء هدفاً لها، إذ كلما ألحقت بهن إعاقة أكبر، كان ذلك دليلاً على  عمق تغلغلها وانتشارها.
شوارعنا وفضاءاتنا العامة باتت أقل أمناً لنسائنا وفتياتنا؛ فالتحرش الجنسي يبلغ معدلات مؤسفة، وهناك من يعتقد بأن امتلاكه لسيارة يجعله مؤهلاً للعودة بصيد وفير من النساء في الشارع، وكلما ارتفع سعر السيارة، ارتفع سقف توقعاته ورهاناته ... أما العنف ضد النساء، فتلكم حكاية أخرى.
صحيح أن المرأة في بلادنا، نالت قسطاً أوفر من التعليم، وتحظى بقسط أوفر من الرعاية الصحية، وبدأت تشق طريقها ببطء شديد إلى سوق العمل وقطاع الأعمال ... لكن للأسف، فأن النظرة للمرأة ربما تكون تراجعت بدل ان تتقدم، حتى أن ثقة النساء في إنسانيتهن، بدأ يحيطها الكثير من الشك والتشكيك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن نسائنا في عيدهن العالمي عن نسائنا في عيدهن العالمي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"

GMT 01:14 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

أنس الزنيتي أفضل حارس مرمى في الدوري المغربي

GMT 08:14 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

زياد برجي يتعرض للتسمم وينقل إلى المستشفى

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 01:39 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبدالعزيز ستفاجئ الجمهور بشخصيتها في "الأب الروحي 2"

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عثمان العافي بطلا للطواف الأول للدراجات لمدينة طانطان

GMT 14:49 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحات ذكية تخفي عيوب الشعر الخفيف

GMT 01:29 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

كيت بلانشيت تتألق وسط الحضور بفستان أسود جميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib