بقلم : عريب الرنتاوي
أتابع بكثير من الفخر والاعتزاز، كفاح كوكبة من النساء الأردنيات الرائدات، ذوداً عن حقوق النساء ومشاركتهن وتمثيلهن ... لا يتركن حقلاً دون اقتحامه، ولا يتركن شاردة أو واردة، من دون أن يدلين بدلائهن، ودائماً على نحو ناضج وحازم ومسؤول.
بعضهن «نسويات» وبعضهن الآخر «جندريات»، بعضهن يطاردن الانتهاكات ومظاهر العنف والتهميش، وبعضهن الآخر يحفرن عميقاً في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وجميعهن منخرطات في حملة «أمي أردنية ... وجنسيتها حق لي» ... وغالباً من منظور «وطني – ديمقراطي» يقيم ارتباطاً وثيقاً ما بين حقوق النساء وتحررهن من جهة، واسترجاع المواطن والمجتمع، لحقوقه وحرياته و»تحرره العام» من جهة أخرى.
سلمى النمس، واحدة من هؤلاء الرائدات ... منحت اللجنة الوطنية لشؤون المرأة بعضاً من «شخصيتها» الحيوية والفاعلة ... تقاتل على مختلف الجبهات، من «الكوتا النسائية» في البرلمان وحتى «النسوية الإسلامية» ... سلمى واحدة من الرائدات اللائي يحظين باحترام دولي بارز.
هالة عاهد، الحقوقية التي يثير حضورها، حيثما حلت وارتحلت الثقة والارتياح ... مقاتلة شرسة ذوداً عن حقوق النساء، فارسة على المنابر، ومحاورة لا يشق لها غبار ... لديها من الثقة بالنفس
وبمشروعها، ما يكفي ويفيض عن حاجة كل من حولها.
إيفا أبو حلاوة، الحقوقية والرائدة في ميدان حقوق الانسان، جابت السجون جميعها، تدعيماً لحقوق من فيها ... عملت على نشر ثقافة حقوق الانسان في مؤسسات إنفاذ القانون ... صامدة على مواقفها برغم حملات التعبئة والتحريض التي طالما تعرضت لها، وأحياناً من زملاء وزميلات لها في «المجتمع المدني».
عروب صبح، القادمة من عوالم الأطفال العذبة إلى ميدان النشاط من أجل حقوق الانسان، الجيل الذي تابعها في الصغر عبر الشاشة الصغيرة، يتابعها في الكبر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من ساحات المواجهة ذودا عن حقوق النساء، وبالذات المتزوجات من غير الأردنيين.
أسمى خضر، شيخة الناشطات، والمرأة التي تركت بصمات لا تنسى في تاريخ الحركة النسائية، وإلى جانبها قامات نسائية رفيعة، آمنة الزعبي، وإيملي نفاع، تهاني الشخشير، و رندة القسوس، مي أبو السمن، نهى الأزرعي ونهى المعايطة وأمل حدادين، وفاء بني مصطفى ومعها رولى الحروب، ومن موقعيهما في مجلس النواب، صاحبتا فضل لا ينسى، سيما في حقل «كوتا النساء» والمرأة في الأحزاب... زليخة أبو ريشة المرابطة على خطوط التماس ذوداً عن التنوير وتبديدا للظلام والظلامية ... رنا الحسيني التي اقتحمت «التابوهات» لتبرهن «أن لا شرف في جرائم الشرف» ... عبلة أبو علبة المرأة التي كسرت بقوة واحترام، احتكار الرجال لقيادة الأحزاب ... نيرمين مراد، صاحبة العقل الهادئ التي تحفر عميقاً في البنى الاجتماعية والحقوقية المنتجة لمظاهر التمييز والتهميش، ولا ننسى ديما كرادشة وعبير دبابنة وهيفاء حيدر وسمر حدادين وإسهامهن العميق في ميادين البحث والدراسة والإعلام... هديل عبد العزيز، الحاضرة دوماً في ميادين العدالة والانصاف، وليندا كلش الحاضرة بقوة في شتى ميادين الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية ... وهبة الحياة عبيدات التي فرضت نفسها كناشطة حاضرة في مختلف المجالات وأكثرها حساسية وأرفعها مستوى.. ونور الإمام الحقوقية المنافحة عن حقوق النساء والرجال على حد سواء.
لست هنا لرصد جميع النشاطات، ولا ترتيب مكانتهن، كما أنني لست في معرض المقارنة أو التقييم ... لكنني بصدد التأكيد على أن هذه الكوكبة من نساء الأردن، تمثل الأردن والأردنيين جميعاً، امتداداً لكفاح عشرات السنين بقيادة الرعيل الأول من الرائدات، وتجسد مختلف مكونات الطيف السياسي – الفكري والاجتماعي الأردني، فلهن منّا كل التقدير والاحترام، ولتعذرني كل من لم يرد اسمها في هذه القائمة، القصيرة على طولها، فنساء الأردن المنافحات عن حقوقهن، وعن الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادنا، أطول وأكبر من أن تختصر في مقالة واحدة.