تصعيد محسوب في لبنان، فيما الأنظار تتجه صوب فيينا
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

تصعيد محسوب في لبنان، فيما الأنظار تتجه صوب فيينا

المغرب اليوم -

تصعيد محسوب في لبنان، فيما الأنظار تتجه صوب فيينا

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

حبس اللبنانيون أنفاسهم على وقع التصعيد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، والذي بلغ يوم الجمعة الفائت، ذروة غير مسبوقة منذ سنوات، لكن الرسائل المتبادل بين الطرفين، عبر صندوق بريد "أممي" في الناقورة، والتدخلات الدولية الكثيفة مع الأطراف ذات الصلة، حالت دون تدحرج أزمة الصواريخ المجهولة إلى انفجار كبير، هو آخر ما يحتاجه اللبنانيون من مختلف الطوائف، في زمن الجوائح العصيبة التي تعتصر لبنان واللبنانيين جميعاً، بمن فيهم لبنانيي "البيئة الحاضنة" لحزب الله.

القصة بدأت كما هو معروف، برشقات متقطعة لـ"صواريخ غراد" مجهولة الأب والأم، نسبتها إسرائيل إلى فصائل فلسطينية، واتهمت الحزب بمعرفته المسبقة بإطلاقها ومطلقيها، حتى أن البعض في إسرائيل اتهم الحزب بأنه من "حرّض" هذه الفصائل على إطلاق الصواريخ، وهو الذي يحتفظ بعلاقة متينة معها، ويُعد مرجعية عليا لها، سيما حين يتصل الأمر بأي عمل أو نشاط على الساحة اللبنانية أو انطلاقاً منها، وساهم صمت الحزب حيال أكثر من عملية إطلاق صواريخ بمثابة مصادقة عليها.

في التحليل الإسرائيلي، أن الحزب أراد تصعيداً محسوباً على جبهة الجنوب، وإنه هدف ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: الأول؛ صرف الأنظار ولو مؤقتاً عن ذكرى الرابع من آب السنوية الأولى، حيث تتكاثر أصابع الاتهام للحزب بأنه ضالع في أمر إحضار نترات الأمونيوم وتهريبها إلى سوريا لاستخدامها لأغراض عسكرية هناك ...والثاني؛ المساهمة من موقعه، في لعبة "عض الأصابع" التي تقودها إيران ضد الولايات المتحدة في العراق واليمن ومياه بحر عُمان، والهادفة، ممارسة ضغط على واشنطن للاستجابة لشروط طهران ومطالبها في مفاوضات فيينا ... والثالث؛ جس نبض الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واختبار نواياها وقياس إرادتها وهي التي تنهض على ائتلاف هش متنوع المرجعيات والمواقف.
رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، الذي يعيش تحت ضغط ملاحقة "شبح نتنياهو" له ولحكومته، أراد بدوره أن يبرهن بالفعل لا بالقول فقط، على أنه أكثر "صلابة" وتشددا" من سلفه، فعمد إلى استخدام سلاح الجو للرد على الصواريخ "اليتيمة"، ولأول مرة منذ وقف إطلاق النار في العام 2006، الأمر الذي رأى فيه الحزب تطوراً خطيراً، يهدف إلى تغيير "قواعد الاشتباك" المستقرة لخمسة عشر عاماً.

ويبدو أن حكومة بينت – لبيد، حاولت بدورها "جس نبض" حزب الله، ومعرفة الحدود التي بلغتها ضغوط أزمات لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والبالغة حد "الانهيار" على الحزب وجاهزيته وقدرته على الرد على العدوان الجوي الإسرائيلي ... يبدو أن الحكومة الإسرائيلية، كانت جادة فعلاً في اختبار فرصة تغيير "قواعد الاشتباك" مع الحزب، مثلما قال قادته ومقربوه.

لهذا السبب جاء قرار الحزب سريعاً وفورياً: الرد بشكل مناسب ومتناسب، وفقاً لتعبير حسن نصرالله، حفاظاً على قواعد الاشتباك، وفي محاولة لقطع الطريق على مزيدٍ من العربدة الإسرائيلية ... الصواريخ المجهولة مثل الغارات الجوية الإسرائيلية، استهدفت مناطق خالية وغير مأهولة ولم تتسبب في خسائر بشرية أو حتى مادية جسيمة ... وصواريخ حزب الله، سقطت في مزارع شبعا، المستهدفة دوماً بردود أفعال الحزب على أية انتهاكات إسرائيلية، لتسقط عن قصد، في مناطق غير مأهولة كذلك، تفادياً لإلحاق خسائر بشرية ومادية لدى الجانب الإسرائيلي ... عمليات قصف متبادلة محسوبة تماماً، وهي أقرب إلى عمليات "جس النبض" لا أكثر ولا أقل.

ومثلما رأى مراقبون، بأن تصعيد الحزب إنما يندرج في سياق تصعيد إيراني مدروس ومحسوب ضد واشنطن وحلفائها في المنطقة، برغم أن استهداف السفينة الإسرائيلية "ميرسر ستريت"، ربما يكون عملاً غير مدروس، فإن المراقبين أنفسهم، يرون أن إسرائيل بدورها، تعمل بشكل مدروس، على تصعيد الموقف ضد إيران وزيادة استفزازها، ودفعها للاشتباك مع "المجتمع الدولي"، فيما أعين حكومة تل أبيب على تعطيل مسار مفاوضات فيينا وقطع الطريق على عودة واشنطن للاتفاق النووي.

لكأننا أمام لعبة عض أصابع تتخطى لبنان، بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية، تنخرط فيها عن سبق الترصد والإصرار، قوى حليفة وصديقة، وتتعدد ساحاتها وتتنوع، من بحر عُمان إلى ضفاف المتوسط.

إن ذلك لا يقلل بحال من الأحوال، من مخاطر انفلات عمليات التعرّض المتبادلة من السيطرة، أو مقارفة الأطراف لأخطاء في الحساب ... في ظني أن الهجوم الإيراني على السفينة "ميرسر ستريت"، قد يكون واحدة من هذه العمليات غير المحسوبة، سيما في ضوء الاستثمار والتوظيف الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي والأطلسي، لهذا الحادث، لممارسة أقصى الضغوط على إيران، بما في ذلك، احتمال قيام هذه الأطراف، على نحو جماعي، أو من خلال إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل، لتوجيه ضربة انتقامية ضد أهداف إيرانية.
طهران التي تنفي صلتها بالهجوم على السفينة "ميرسر ستريت"، لم تفعل ذلك إلا بعد أن بدأت تتعاظم ردود الأفعال الدولية على هذا الهجوم ... بعيد الحادثة مباشرة، خرج إعلام "محور المقاومة" ومعه صحف إيرانية، ليحتفي بالواقعة، بوصفها دلالة على تغيير "قواعد الاشتباك"، وصحف طهران قالت أنها تأتي انتقاماً من استهداف إيران لمطار ضبعة على الحدود السورية اللبنانية، حيث تتواجد منشآت وقوات إيرانية ... لكن هذا الخطاب وتلك التحليلات، أخذت بالتلاشي والانسحاب من التداول، مع كل تطور كان يطرأ على ردود أفعال إسرائيل والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي والولايات المتحدة وغيرها من العواصم الدولية، لتنتقل وسائل الإعلام هذه، ومن خلفها مسؤولون إيرانيون، من "الفخر" بالعملية و"التباهي" بأغراضها ومراميها، إلى التنصل منها، بل واتهام إسرائيل بافتعالها والغرب بفبركة الاتهامات لإيران على الضلوع فيها.

إيران ذهبت أبعد من "تكتيك" الدفاع عن الذات وتبرئة النفس، إلى "تكتيك" الهجوم على الطرف الآخر واتهامه بالكذب وتلفيق البراهين والأدلة، أما الهدف كما تقول طهران، فهو "شيطنة" الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، وتكريس صورته كزعيم متشدد و"ثوري"، لكأن واشنطن وحلفائها، يريدون بهذا "الهجوم الاستباقي" على رئيسي، ممارسة أقصى الضغوط عليها وعلى فريقه المفاوض في فيينا، حتى قبل تشكيل هذا الفريق وقبل بدء الجولة السابعة من المفاوضات.

إذن، التصعيد المحسوب على جبهة إسرائيل – حزب الله، ليس في واقع الحال، سوى جزء من صورة أكبر وتصعيد أشمل بين إيران والولايات المتحدة (وإسرائيل)، الاشتباك المباشر يدور في لبنان وسوريا وبحر عُمان والعراق واليمن، أما الأعين فشاخصة إلى فيينا، التي تستعد لاستقبال وفود المتفاوضين مطلع أيلول المقبل، كما تقول مصادر أوروبية ذات صلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد محسوب في لبنان، فيما الأنظار تتجه صوب فيينا تصعيد محسوب في لبنان، فيما الأنظار تتجه صوب فيينا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib