بيروت ـ المغرب اليوم
لطالما ألهمت بيروت وجوه الفن والأدب عبر التاريخ، وفي كلّ مرّة تسقط فيها بيد الشرّ يلجأ المبدعون إلى بلسمة جراحها بكلمات نابعة من القلب والوجدان وبأعمال فنيّة تؤرّخ اللحظة وتُحيّي "لؤلؤة الشرق" التي سرعان ما تستعيد بريقها بعد كلّ أزمة. وما عاشته بيروت في الأشهر القليلة الماضية، من حرب ودمار وضحايا وجرحى، كان منطلقاً للفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق ليقدّم أغنيةً لبيروت من ألحانه وكلمات الشاعر كمال قبيسي، تأكيداً للعلاقة التاريخيّة بين لبنان وتونس.
"ما حصل في لبنان لا يمكن أن نغفل عنه، وهذه الأغنية هي أقل واجب علينا كفنانين. فكلّ منّا من موقعه واجب عليه أن يقدّم خدمة لقضية معيّنة، وما حصل في لبنان، بالنسبة لي، فيه ظلم كبير بينما كان العالم يتفرّج"، بهذه الكلمات بدأ الفنان لطفي بوشناق حديثه لـ "نداء الوطن" مؤكّداً أنّ "الارتباط بلبنان مصدره أنّ تونس امتداد لهذا البلد عبر التاريخ، وما تعرّض له لبنان من الصهاينة هو ظلم وإجرام".
وللّبنانيّين توجّه بوشناق قائلاً "هذه الأغنية لرفع معنويات الشعب اللبناني وإظهار التضامن من القلب"، طالباً من اللّه "رفع البلاء عن هذا الوطن العزيز"، وداعياً بالرحمة لأرواح الضحايا.
يستذكر لطفي بوشناق يوم زار لبنان سابقاً ويعبّر عن محبّته للشعب اللبناني بالقول إنّ "شعب لبنان طيّب ومثقّف، مضياف ومحبّ للحياة، وفيه فنانون أساتذة كبار تعلّمنا على أيديهم مثل الأستاذ الراحل وديع الصافي والأخوين الرحباني وفيروز". ثمّ يستغرب ردّة فعل العالم العربي الذي تجاهل ما حدث في لبنان، وظلّ في وضع المتفرّج لكل ما حصل من قصف عنيف ودمار للمنازل واحتلال للأراضي، ويرى أنّ بيروت التي لطالما كانت مهد الحضارات أصبحت ساحة للدمار والانكسار. وهو في أغنيته يرفع صوته بالصلاة للّه طالباً منه النجدة لبيروت حين يقول "حسّادِك يلّي حواليكِ جرحوكِ وبكّوا عينيِك… قسيو يا بيروت عليكِ يا ويلُن كلّن من الله".
وتبقى الأغنية عبر الزمن ومن حرب إلى حرب، بلسماً لجراح الشعوب في مقابل بشاعة الموت والإجرام. وهكذا أغنية لطفي بوشناق، وقفة تضامن مع بيروت الجريحة، التي احتضنت العديد من فناني العالم العربي وكانت حجراً أساساً في مسيرة نجاح العديد من الفنانين الذين مرّوا بها... لطفي بوشناق لم ينسَ وتحيّته الغنائية وصلت إلى لبنان واللبنانيين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر