فاس - حميد بنعبد الله
أحيا طلاب جامعة محمد بن عبد الله في مدينة فاس المغربية، الخميس، ذكرى وفاة المناضل السابق في صفوف فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي" التابع لمنظمة الاتحاد الوطني لطلاب المغرب المعطي بوملي، قبل 22 عامًا، إثر اختطافه وتعذيبه من قِبل أشخاص بزيّ مدنيّ، من دون أن تُسلَّم جثته إلى عائلته في مدينة تازة، لدفنه. وخرجت طالبات الحي الجامعي الثاني في ظهر المهراز في تظاهرة حاشدة في المناسبة، ليلتحقن بزملائهن الذين أحيوا الذكرى في "ساحة 20 يناير"، موازاة مع انطلاق الإضراب عن الطعام الذي خاضوه في كليات العلوم والآداب والحقوق في موقع ظهر المهراز، المرفوق بالمبيت الليلي في الجامعة، احتجاجًا على أوضاعها ما بعد إغلاق الحي الجامعي الأول. ووُجِدت جثة الطالب المعطي بوملي، الذي وُلِد في دوار آيت بوملي (الواد البارد) في عمالة إقليم تازة في 1971، مشوَّهة بصورة بشعة في الصباح الباكر من أول تشرين الثاني/ نوفمبر 1991، في حي القدس في مدينة وجدة، قبل نقلها تحت حراسة أمنية مشددة إلى مستشفى الفارابي في وجدة. وأكَّدَ فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي"، الذي ينتمي إليه الطالب المذكور الذي توفي أبوه وهو ما زال صغيرًا، وناضل في صفوف الاتحاد الوطني لطلاب المغرب، إأه لم يتم تسليم جثته إلى أسرته لدفنها، إذ دُفِن سرًا باسم مجهول، متهمًا السلطات بالوقوف وراء محو ذاكرة هذا الحادث، الذي ما زالت ظروفه وملابساته مجهولة. وأعلن الفصيل أن المعطي بوملي اختُطف في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 1991، من قِبل أشخاص ينتمون إلى تيارات إسلامية، من داخل قاعة الأشغال التطبيقية في كلية العلوم في وجدة من أمام أستاذه ورفاقه في الدراسة، واقتيد إلى منزل في حي القدس في المدينة، حيث أُعدِم بأبشع وسائل التعذيب إلى أن لفظ أنفاسه في ساعة متأخرة من ليلة الاختطاف. وكان هذا الطالب الذي تابع دراسته الثانوية في مدينة كرسيف، قبل أن يسجل في شعبة الفيزياء والكيمياء في كلية العلوم في وجدة، بعدما اجتاز السنة الأولى في امتحانات الدورة الأولى بميزة مستحسن ليتنقل بعدها إلى السنة الثانية، بعدما حصل على شهادة البكالوريا في سنة 1990 شعبة العلوم الرياضية بتفوُّق.