الدار البيضاء - و.م.ع
خَلُص الكثيرون من المهتمين والخبراء في ندوة إقليمية عقدت يومي 4 و5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في جامعة "مونديابوليس" في الدار البيضاء على أن البحث العلمي أضحى اليوم أكثر من أي وقت مضى عنصرًا أساسيًا في خلق المزيد من الثروات والنماء الاقتصادي، فيما وأبرزوا أن الجامعة لم تعد مهمتها تقف عند دورها التقليدي المتمثل في نشر العلم والمعرفة فحسب بل تعدته إلى أبعد مدى من خلال الانخراط في مختلف أشكال البحث العلمي الكفيلة بخلق روح المبادرة لدى الطلبة والباحثين من أجل اقتحام عالم الابتكار والابداع بمختلف تجلياته وخاصة في مجالي المال والأعمال. ومن جانبه أكد رئيس جامعة "مونديابوليس" أمين بنسعيد في تصريح لوكالة "المغرب العربي" للأنباء في النواصر، أن هذا التوجه يتماشى مع الاستراتيجية العامة المعتمدة من قبل الدولة من خلال مخطط الإقلاع الصناعي الذي أفسح المجال منذ سنوات لخلق المزيد من الأقطاب العلمية والتكنولوجية والمناطق الصناعية عبر المملكة. وأضاف "ومن هذا المنطلق، يضيف بنسعيد، أضحت مسؤولية جامعة "مونديابوليس"، جسيمة بالنظر لتواجدها في منطقة النواصر التي تتمركز بها أزيد من مائة مقاولة في صناعة الطيران وما يقرب من ألف و500 مقاولة تنشط في قطاعات أخرى، مما يشكل بالنسبة لطلبتها وأساتذتها مشتلا يساعدهم على إجراء بحوث وتجارب ميدانية تستجيب لتطلعات وخصوصيات المنطقة".وقد بادرت الجامعة إلى احتضان هذا الملتقى العلمي المنظم بشأن "إدارة وتسيير المجمعات العلمية والتكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)" بمبادرة من منظمة "الإيسيسكو"، وبشراكة مع البنك الأوروبي للاستثمار عبر مركز الإندماج المتوسطي. ويراهن من خلال التجارب والخبرات التي تم عرضها على مدى يومين استخلاص العبر والدروس التي من شأنها المساعدة على رفع التحديات وتخطي العقبات التي كانت تحدق بالسير السليم والناجع للأقطاب والمجمعات العلمية والتكنولوجية في مختلف اصقاع العالم وبمنطقة "مينا" على الخصوص، وبهذا التكتل يتمكن الذكاء الجماعي من انجاح السياسات المعتمدة لتحقيق التنمية المستدامة. وفي السياق ذاته أبرز مدير مدرسة المهندسين ونائب رئيس الشؤون الطلابية في جامعة مونديابوليس محمد البركاوي أن هذا اللقاء، الذي جاء في ظل التحديات الكبرى التي يشهدها العالم من أجل خلق المزيد من الثروات، يعد تجربة رائدة لمد جسور التعاون بين البلدان المشاركة ولتبادل الخبرات والتجارب. ويرى البركاوي أنه بإمكان الجامعة أن تجد مكانها ضمن هذه المنظومة من خلال احتضانها للمقاولات والصناعات الناشئة والانفتاح على مختلف المجمعات العلمية والصناعية حتى تكتمل معالم التنمية التي تشترط ضمن مقوماتها مناخ سياسي وتهيئة حضرية ملائمين. أما الرئيس المدير لمجموعة "ميدزيد" عمر اليازغي فأشار في تصريح مماثل إلى أن المجموعة أخذت على عاتقها العمل على المساهمة في إنجاز فضاءات ذات بنيات تحتية مؤهلة لاستقطاب المقاولات والفعاليات الصناعية ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بالقطاعين العمومي والخاص، مما يساعد على خلق نظام اقتصادي تلتئم فيه عناصر التطور الصناعي، ويتيح للمغرب اثبات حضوره ضمن الاقتصاديات التنافسية. وأضاف "ومن شروط اقتحام هذا الفضاء ، توفر الفاعلين الاقتصاديين على أهداف واضحة المعالم للسير جنبا إلى جنب مع باقي الفاعلين في مجال البحث العلمي الميداني وذلك من أجل العمل سويا على خلق منتوج يستجيب لحاجيات السوق ومطالب المقاولات العاملة أساسا في القطاع الخاص". مبرزا أن مستقبل البحث العلمي رهين بمدى التقائه مع حاجيات القطاع الذي يعتمد على المبادرات الخاصة. وتعكس المحطة الصناعية المندمجة "ميدبارك" التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا بالنواصر نجاح مثل هذه التجارب. وعلى الصعيد الدولي، هناك تجارب رائدة استرعت اهتمام الخبراء المشاركين في هذه الندوة الاقليمية وهمت سلسلة من المجمعات العلمية والتكنولوجية التي رأت النور بكل من بريطانيا وإسبانيا وتركيا ،حيث أثبتت بشكل جلي عمق التلاحم القائم بين الجامعة ومحيطها الانتاجي.