القاهرة - المغرب اليوم
تدخل الأهل في تحديد ميول ورغبات أبنائهم يؤدي إلى إضعاف شخصيتهم ويلغي احترامهم لذاتهم اعتاد معظم الآباء على فرض طموحاتهم الخفيَّة أو العلنيَّة على الأبناء، فهذا يريد أن يصبح ولده مهندساً، وآخر يتمنى لابنه أن يكون طبيباً، وحتى على مستوى الألعاب الطفوليَّة، ربما تعويضاً لما فاته في مرحلة طفولته، أو لتعويد ابنه على شيء يريده أن يكبر ويترعرع عليه، وفي كثير من الأحيان يتضجر الطفل، وقد يتطور الأمر ويصبح مشكلة عندما يجبر الآباء الأبناء على اختيار أو التزام عمل معين، أو مهنة معينة في مستقبلهم من غير احترام لرغبتهم، في قبول أو رفض هذه المهنة، ومن دون تقدير لمدى ملاءمتها لقدراتهم وهواياتهم؛ ما يؤدي إلى إضعاف شخصيتهم، ويلغي احترامهم لذاتهم.
«سيدتي نت» التقت بالدكتور زهير خشيم، الاختصاصي الاجتماعي؛ ليطلعنا على أساليب التربية المثاليَّة التي تقودنا إلى اكتشاف مواهب أبنائنا من دون أن نفرض عليهم شيئاً، أو نحتم لهم مصيراً لمستقبلهم.
بداية أوضح الدكتور زهير أنَّ الابن دائماً ما يقتدي بالشخص المحبب إليه أو الذي يمدحه أو القريب منه، فيمارس الأمور التي يفعلها ويقلده في ذلك، وليس بالقوة والضغط عليه؛ لأنَّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الخروج من سلطته أو عناده، وقد يستجيب للضغط، ويتحمل ويحقق ما يطمح إليه غيره، لكن ليس هو الشيء المرضي له.
اقرا ايضًا:
باحثون يكشفون دور مشاهدة التلفاز وتأثيرة على مهارات الأطفال-اللغوية
فالهدف الأول الذي ينبغي أن يسعى إليه الأب من خلال التربية، هو أن يكون مثالياً وقدوة محفزاً لابنه، وفي حال قرر الابن مشابهة أبيه بملء إرادته، فهو بحاجة إلى تلقين وتدريب ليصبح أفضل منه، أما إن أراد ممارسة عمل لا علاقة له بمهنة أبيه أو بأحلامه التي رسمها له مسبقاً، فلا نوبّخه في وجهه، لكن ينبغي أن يسأل الأب ابنه عن آفاقه المستقبليَّة، وليس مهماً أن يكون الولد طبيباً أو مهندساً أو مدرساً، لكن المهم أن يمارس المهنة التي يحبها، عندئذ سيتفوق على أحلامك. كيف تساعد ابنك على اكتشاف مواهبه؟
1- يجب أن يتوفر الجو العائلي المترابط؛ بحيث يكون الحبُّ والمودة هما الجو السائد في الحياة الأسريَّة، من خلال علاقة وطيدة بين الأب والأم والإخوة والأخوات، صلة رحم لكل الأقارب، فذلك الجو يساعد الطفل على النشأة الاجتماعيَّة الصحيحة.
2- توسيع المجال من خلال التدريب الاجتماعي العائلي، فيتدرب الطفل منذ صغره على إقامة علاقات اجتماعيَّة مع الأقارب من الطرفين.
3- تدريب الابن وتشجيعه منذ صغر سنه على توسيع دائرة معارفه، وتشجيعه على تكوين صداقات جديدة، وتعليمه مهارات الاحتفاظ بالصداقات القديمة، ويجب أن يتعرف الأب إلى أصدقاء الطفل جيداً، ويوجهه نحو الاختيار الأمثل ومعايير الاختيار للأصدقاء.
4- مصاحبة الأب لابنه ومشاركته في النشاطات والدعوات الأسريَّة والاجتماعيَّة؛ حتى يشعر الابن بالأمان برفقة والده، ويقتدي به.
5- اترك لابنك بعض المساحة بعيداً عنك، وأعط له بعض الحريَّة؛ ليتأنى باكتشاف نفسه بعيداً عن الضغط أو الخجل.
6- وجه ابنك إلى الأمور الجديدة، وعاونه بالنصائح والأمور التي تساعده على بناء شخصيته باستقلاليَّة.
7- راقبه من بعيد، من دون التدخل في شؤونه، فهو في أشدِّ الحاجة لدعمك النفسي وثقتك به، حتى وإن لم يظهر عليه ذلك فهو يحتاج إليك.
8- ابتعد عن الانتقاد، فبمجرَّد شعوره ببعدك وبانتقادك له تجده يهرب ويبتعد، فيصبح مُتقلِّب المزاج، دائم الضَّجر والاكتئاب، كثير الخروج والاعتراض والانطواء والعُزلة، لا يقبل النَّصيحة ولا الانتقاد، يفعَلُ ما يريدُه هو، لا يستجيب لأي ضغط أو أوامر، وذلك بسبب المرحلة الحرجة، التي تتغير فيها هورمونات جسمِه، ويتأثَّر تبعاً لها مزاجه ونفسيته واحتياجاته.
9- قم بتعليمه تقبل النقد والرأي الآخر، وكيف يستمع وينصت ويتقبل الآراء المخالفة له، ويقدر مشاعر الآخرين، علمه كيف يتقبل النقد الموجه إليه، ويستفيد منه في تطوير ذاته، إن هذا طريقه لعلاقات اجتماعيَّة قويَّة