الجزائر - خالد علواش
تعيش أكبر معمرّة في العالم الجزائرية فاطمة منصوري عامها الـ140 في قرية الحامة في منطقة أميزور في ولاية بجاية شرق العاصمة، وذلك على عكس ما ورد في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بأن اليابانية ميساو أوكاوا (114 عامًا).
وتُلقّب منطقة القبائل المعمرة الجزائرة بـ "نا فاطمة"، وهي أكبر معمرة في العالم، بدليل وثائق الحالة المدنية والشهادات
والقرائن، حيث أكد تقرير إخباري، نُشر الجمعة، أن وثيقة الحالة المدنية للمعمرة منصوري تضمنت الاسم الكامل وتاريخ الولادة، حيث جاء فيه أن عمرها سنة 1891 كان 18 عامًا، وهو ما يُصادف تاريخ زواجها الأول.
وتقطن فاطمة في أعالي جبال منطقة أميزور في القبائل الصغرى (بجاية)، وقد تزوجت مرتين، ولم تنجب من الأول، فيما أنجبت 4 أولاد من الزوج الثاني، 3 ذكور وبنت واحدة، وتوفي أولادها جميعهم، وبلغ عدد أحفاد "نا فاطمة" 88 حفيدًا، منهم 15 من أولادها الأصليين.
وعايشت منصوري مختلف الحقب والأحداث التي مرت على الجزائر منذ نهاية القرن الـ19، فهي تتذكر أنها ولدت قبل فرار خالها محمد العربي إلى جزيرة "كايان"، وهو أحد أبطال الثورة الشعبية للشيخ الحداد ضد المستعمر الفرنسي الذي تُوفي في 1873، وتتذكر أيضًا مرحلة التجنيد الإجباري بصدور قانون التجنيد في 1912، والذي فرض على الجزائريين التجنيد في جيش فرنسا في حربها العالمية الأولى.
وتُعتبر فاطمة منصوري المعمرة التي تعيش في صمت في الجزائر العميقة، مرجعًا تاريخيًا للثورة التحريرية، فهي عايشتها بكلّ جوارحها، وتتذكر ما فعله الاستعمار الفرنسي بأهالي القرى في المنطقة التي تقطنها، والمجازر المرتكبة في حق النساء والأطفال، ولا سيما العائلات التي التحق رجالها بجيش التحرير، وامتهنت مهنة ممرضة لسنوات طويلة، وخبرت في ممارسة الطب التقليدي، فكثير من أبناء قريتها والقرى المجاورة ولدوا بين يديها لا سيما وأنها كانت الوحيدة خلال فترة طويلة القادرة على مواجهة حالات الولادة المستعصية، حيث تؤكد المعمرة أن 90 في المائة من رجال ونساء القرية كانت هي قابلتهم.