الرباط -المغرب اليوم
بأسلوب مفعم بالعبث والسخرية من الأحداث المعاشة، تحاكي مسرحية “نَايْضَة تو” الواقع السياسي ومفارقات تحالفات أحزاب اليمين واليسار.تحاول أحداث مسرحية “نايضة” في تجربتها الثانية، من إخراج أمين ناسور، تقديم وجهة نظر “فرقة ستيلكوم” في موضوع “حداثي” لجمهور المسرح، وتمرير رسائل سياسية من الركح، خصوصا في المشهد الذي تنقسم فيه الأسرة المكونة من “عبد الحق بلمجاهد، وعادل أباتراب، ووسيلة صبحي، وهاجر الشركي وزهير آيت بنجدي”، حيث تريد المجموعة الأولى أن تدخل من جهة اليمين، والمجموعة الثانية من جهة اليسار، لكن يحدث نوع من الاختلاط العبثي الغريب، بحيث لا يعود هناك فرق بين اليمين واليسار، فيصبح اليمين راغبا في التحالف مع اليسار، واليسار راغبا في التحالف مع اليمين، رغم توجهاتهما المتعارضة، وهو ما يعكس الظروف السياسية التي أصبحنا نعيشها.
وزاوجت “نايضة تو” بين الأداء الجسدي والموسيقى لخلق عرض مسرحي يجمع بين الفرجة والمقومات الجمالية والحمولة السياسية.وقال ناسور في حديث لهسبريس: “العرض يحمل نفسا سياسيا، وهو ليس وجهة نظر شخصية للواقع السياسي، بل وجهة نظر السواد الأعظم المجتمع المغربي حول السياسية والسياسيين”، مبرزا أن مسرحية “نايضة تو” لا تتضمن تبخيسا للسياسة والعمل السياسي ولكن تقدم وجهة نظر في الممارسة السياسية في بلادنا.وأضاف المخرج المسرحي قائلا: “هناك نوع من الإحباط في المجال السياسي لدى فئة كبيرة من المجتمع المغربي لعدّة أسباب، وقد آن الأوان لإرجاع الثقة وتخليق الحياة السياسية التي يتحملها بالأساس السياسي وليس المواطن”، موردا أن “العرض المسرحي يطرح وجهات نظر متعددة أمام الجمهور”.
من جهته، أبرز الممثل عبد الحق بلمجاهد أن “نايضة تو” تواكب مستجدات الساحة السياسية المغربية، خاصة وأنّنا على أبواب الانتخابات، وأن العرض المسرحي يقدّم رأيه في الواقع السياسي في قالب فني فكاهي تمّ الاعتماد فيه على الفرجة المسرحية والإشارات في طرح العديد من الأفكار للنقاش وتقاسمها مع الجمهور.الممثلة وسيلة صبحي شدّدت على الأهمية البالغة للفن المسرحي في المجتمع من خلال اشتغاله على العديد من القضايا والظواهر الاجتماعية التي تحتاج الإصلاح كتيمات أساسية للعرض، وقالت: “صحيح أنّ المسرح هو فن الفرجة للاستمتاع ومشاهدة أشكال فرجوية متنوعة وإيقاعات وديكور جميل، لكن نحاول أن نضع أصبعنا على مكامن الخلل في المجتمع”.
واستغنت “نايضة تو”، التي قدمتها فرقة “ستيلكوم” بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، عن الحبكة المسرحية التقليدية وعوضتها بحبكة ناتجة عن الإيقاعات السريعة، تظهر فيها الشخوص على الركح كالدمى، بمصاحبة في الأداء والغناء للفنانين ياسر الترجماني ويوسف الخروف.أما الفريق الفني والتقني للمسرحية، فيتكون من عبد الرزاق آيت باها في الإضاءة، وعامر المرنيسي في المحافظة العامة، وفاطمة حموشة في إنجاز الملابس والديكور، وأنوار زهراوي في إدارة المشروع والإشراف على السينوغرافيا، وغزلان الشرقاوي في التنسيق، ونوار إسماعيل في الملابس، وكل من بوسرحان الزيتوني وهشام الغفولي وأمين ناسور في الإشراف على التأليف.
قد يهمك ايضا:
البيت الفني للمسرح في مصر يُقدم عرضيه الناجحين "الليلة الكبيرة"
تحويل رواية "المسلخ رقم خمسة" إلى عمل مسرحي بعد نصف قرن من كتابتها