باريس - المغرب اليوم
تعمل كل من فرنسا وبريطانيا على إعداد خطط لإنشاء "قوة جوية غربية"، مدعومة من الولايات المتحدة، لفرض أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وردع أي هجوم روسي محتمل بعد انتهاء الحرب، حسبما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتعطي الخطط التي لا تزال في طور الإعداد، دوراً أكبر للقوات الجوية الغربية مقارنة بالمقترحات التي طرحها زعماء أوروبيون، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي قد تنطوي على نشر عدد كبير من الجنود في أوكرانيا.
وفشلت جهود قادتها فرنسا في حشد "جبهة أوروبية موحدة" لدعم السلام في أوكرانيا، بمواجهة المخاوف المتزايدة من نوايا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يدفع باتجاه بدء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقد قمة روسية أميركية في السعودية.
وقال مسؤولون غربيون، إن الهدف من الخطة الجديدة هو إنشاء "رادع قوي" يثني روسيا فعلياً عن انتهاك أي اتفاق لوقف إطلاق النار وبالتالي يخلق الظروف للسلام الدائم في البلاد.
بدوره، قال مسؤول غربي مطلع للصحيفة: "لدينا ميزة كبيرة على روسيا وهي التفوق جواً وقدرتنا على الرد على أي انتهاكات صارخة لوقف إطلاق النار. إنه نهج عقابي، لكي نتمكن من معاقبة روسيا، إذا ظهرت هذه المشكلة"، مضيفاً: "لا تزال المناقشات جارية مع العديد من الدول، ومن المقرر اتباع أساليب عمل مختلفة اعتماداً على تلك البلدان، مع لعب القوة الجوية دورها".
وتعتمد الخطة التي لا تزال قيد الدراسة، على مجال القوة الجوية الذي يميز الجيوش الغربية عن روسيا، إذ سيتم استخدام القوات البرية، على الأقل في البداية، لحماية المواقع الأوكرانية الرئيسية، مثل الموانئ ومحطات الطاقة النووية.
ويمكن قيادة "مهمة أوكرانيا" من قبل قوة المشاة المشتركة، وهي تشكيل فرنسي بريطاني، يتم قيادته إما من مقر المملكة المتحدة في نورثوود، أو المقر الفرنسي في فورت مونت فاليريان خارج باريس، كما يمكن أن تساهم دول أوروبية أخرى.
وبصرف النظر عن المفهوم الفرنسي البريطاني، يقوم رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بمهمة في عواصم الاتحاد الأوروبي الـ27 لوضع قائمة بما يرغب الاتحاد في تقديمه بشكل جماعي لأوكرانيا، وذلك من حيث القوات والأسلحة التي يمكن أن تكون بمثابة ضمانات أمنية لفرض أي اتفاق سلام.
وأكد المسؤولون، أن الخطة تحتاج إلى مزيد من التفصيل، وقد تتضمن في نهاية المطاف نشر قوات برية كبيرة، إن لم يكن في أوكرانيا، فعلى حدودها الغربية.
يأتي ذلك في ظل زيارة مقررة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس دونالد ترمب الأسبوع المقبل، لمناقشة الاقتراح الأوروبي وإمكانية دمج ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة.
كما يأتي في وقت اتفق كبار الدبلوماسيين الأميركيين والروس في اجتماع عقد في السعودية، الثلاثاء الماضي، على التفاوض على تسوية لإنهاء الحرب، إذ صدم الرئيس الأميركي الحلفاء الأوروبيين بانتقاداته اللاذعة للزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما أثار مخاوف من أن الصفقة المتفاوض عليها قد تصب في صالح روسيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ماكرون يحث أوروبا على تبسيط لوائحها للعودة إلى سباق الذكاء الاصطناعي
باريس تستضيف قمة لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر