أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بنتائج محادثات مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة السعودية الرياض التي أثمرت على "الاتفاق على الإسراع بتعيين السفراء وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية، ومناقشة التعاون الجيوسياسي والاقتصادي"، معرباً عن شكره للسعودية في دورها لـ"خلق أجواء ودية".
وأضاف بوتين للصحافيين في أول تعليق له عقب محادثات الرياض التي جرت، الثلاثاء: "سأشكر السعودية ليس فقط على توفير مكان لعقد اجتماع رفيع المستوى بين روسيا والولايات المتحدة، ولكن أيضاً على خلق أجواء ودية".
وأشار بوتين، إلى أنه سيتصل خلال "الأيام القليلة المقبلة" بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لـ"شكره بشكل شخصي على هذه المساعدة".
وأعرب الرئيس الروسي، عن رغبته بلقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب، لكن شدد على ضرورة "التحضير لهذا اللقاء" لكن "لست مستعد للحديث عن موعده"، وسط توقعات بعقده قبل مارس المقبل.
واعتبر أنه "ليس كافياً بالنسبة لي مجرد الاجتماع مع ترمب، بل يتعين علينا العمل على حل القضايا الأكثر أهمية، بما في ذلك أوكرانيا"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ترى أن المفاوضات يجب أن تتم بمشاركة روسيا وأوكرانيا".
ولفت بوتين، إلى أن الهدف من الاجتماع هو "زيادة الثقة" بين البلدين، موضحاً أن موسكو تواصل تعاونها مع واشنطن في "مجال الفضاء".
وذكر أن التوقعات من المفاوضات "جيدة"، داعياً لـ"حل مسألة معاهدة (ستارت-3) التي تنتهي مدتها"، في إشارة إلى المعاهدة تنتهي في عام 2026، وتنص على خفض كمية الرؤوس الحربية الهجومية "النووية" العابرة للقارات.
وشدد بوتين، على "الحاجة لمناقشة قضايا الطاقة في صيغة الدول الرائدة الثلاث روسيا والولايات المتحدة والسعودية"، مؤكداً أن بلاده "تعطي أولوية كبرى لتسوية الوضع في أوكرانيا".
لكنه اعتبر أنه "من المستحيل تسوية الأزمة الأوكرانية دون زيادة مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة"، مشيراً إلى موسكو "لا تتدخل في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، إذ إنها لم ترفض أبداً الحوار مع أوروبا أو أوكرانيا. هم من رفضوا الحوار".
وزعم أن "أوروبا تدخلت مباشرة في الانتخابات الأميركية الأخيرة، وكان الأمر يصل لدرجة الإهانة"، مضيفاً: "ترمب جر عبر المحاكم بسبب التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات وهو ما لم يتم إثابته".
وأعرب ترمب، الثلاثاء، عن ثقته من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو، عقب محادثات الرياض، وصفها بـ"الجيدة جداً"، متوقعاً عقد لقاء مع نظيره الروسي قبل نهاية فبراير الجاري.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان على ثقة من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا عقب محادثات الرياض، أجاب ترمب للصحافيين عقب التوقيع على أوامر تنفيذية: "أنا أكثر ثقة، كانت (المحادثات) جيدة جداً، وروسيا تريد القيام بشيء ووقف (الحرب) البربرية والوحشية".
وعن مدى دعمه لطلب روسيا إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، أشار ترمب إلى أنه "يحب" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "على المستوى الشخصي"، لكنه أضاف: "أنا لا أهتم بالعلاقة الشخصية، أنا أهتم بتنفيذ المهام المطلوبة.. لدينا قيادة سمحت بالحرب التي كان يجب ألا تحدث".
ولفت إلى أن "أوكرانيا لم تجر انتخابات، إذ إنها في حالة الأحكام العرفية.. ونسبة تأييد القيادة الأوكرانية قلت بنحو 4%.. كما أن كثيراً من المدن مدمرة ومبانيها منهارة"، موضحاً أنه "منذ وقت طويل لم يتم إجراء انتخابات، هذا ليس مطلب روسيا، بل هو مني، ومن دول عدة".
وأجرى مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا محادثات استمرت أكثر من 4 ساعات في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، هي الأولى بين البلدين لبحث ملفات عديدة، من بينها إنهاء الحرب في أوكرانيا، وآفاق تطبيع العلاقات الثنائية، وسط تفاؤل من الجانبين بشأن إمكانية تحقيق تقدم في العلاقات خلال الفترة المقبلة.
واتفقت موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض التي وصفت بـ"الناجحة" و"الإيجابية"، على 4 مبادئ أساسية تشمل: "الإسراع بتعيين السفراء وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية في البلدين"، و"تعيين واشنطن لفريق رفيع المستوى للمساعدة للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا"، إلى جانب إقامة حوار للاتفاق على سبل استئناف التعاون في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الطاقة والفضاء وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تم الاتفاق على البدء في مناقشة "التعاون الجيوسياسي والاقتصادي الذي قد توفره نهاية الحرب في أوكرانيا للولايات المتحدة وروسيا"، وأخيراً، "التزام جميع المشاركين في المحادثات بضمان إحراز تقدم مثمر"، بحسب ما ذكره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وأشارت الخارجية الأميركية، إلى أن الجانبين اتفقا على تشكيل "فرق رفيعة المستوى في أقرب وقت ممكن، للبدء بالعمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا بطريقة مستدامة ومقبولة من جميع الأطراف".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أول تعليق من فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار في غزة
الرئيس الروسي يُروج لإمكانية إنشاء مشاريع نووية جديدة محتملة مع إيران
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر